المطارنة الموارنة: آن الأوان لخطوات حاسمة تُنقذ لبنان

عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري، نهار الأربعاء 21 أيار 2025، في الصرح البطريركي في بكركي، برئاسة غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، ومشاركة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وبعد التداول في الشؤون الكنسية والوطنية، صدر عن المجتمعين بيانٌ تناول مروحة من الملفات الداخلية والإقليمية، وفي طليعتها الشأن اللبناني، وتطورات الحرب في غزّة، وانتخاب البابا الجديد.
استهلّ المطارنة بيانهم بتهنئة قداسة البابا لاوون الرابع عشر بمناسبة انتخابه وتبوّئه السدة البطرسية على رأس الكنيسة الكاثوليكية. وأكدوا شراكتهم الكنسية مع قداسته، ورفعوا الصلاة كي يرافقه الرب يسوع المسيح في خدمته، التي “تعزز وحدة الكنيسة، ورسالتها في إعلان إنجيل السلام لجميع الشعوب وبناء الجسور معهم”.
وعن الحرب الدامية المستمرة منذ تشرين الأول 2023 في قطاع غزّة، أعرب الآباء عن ألمهم إزاء الويلات التي يتعرّض لها المدنيون الفلسطينيون، من موت وجوع وأمراض وأوبئة. ودعوا المجتمع الدولي إلى “الضغط على كل أطراف النزاع لإيجاد حلول عادلة”، تضع حدًا للمأساة الإنسانية المتفاقمة.
في الشأن اللبناني، أبدى الآباء اهتمامًا خاصًا بالتطورات السياسية والدبلوماسية المتسارعة في الشرق الأوسط، وما يمكن أن تتركه من تأثيرات على الساحة اللبنانية. ورأوا أن الحديث عن “فرصة لا تتكرّر” أمام لبنان ينبغي ألا يضيع، داعين أركان الدولة إلى اتخاذ “خطوات حازمة وحاسمة”، تعزز تعافي مؤسسات الدولة وحصرية مرجعيتها في القضايا المصيرية.
وجّه الآباء شكرًا إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، على ما أبدوه من “عاطفة ووقوف سندًا للبنان”، معتبرين ذلك مؤشرًا على إمكان التئام جراح لبنان واستعادة دوره الحضاري في محيطه العربي.
كذلك، رحّب المطارنة برفع العقوبات المالية والاقتصادية عن سوريا، معتبرين أن لذلك “ارتدادات إيجابية على استقرارها ووحدة شعبها”، كما قد يساهم في التخفيف من أعباء النزوح على لبنان ويهيّئ لعودة النازحين إلى ديارهم والمشاركة في إعادة الإعمار.
في الداخل، عبّر الآباء عن ارتياحهم لمسار الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم بعض الشوائب، مشددين على ضرورة صونها تحت سقف الشرعية وحماية القوى الأمنية. ودعوا البلديات المنتخبة إلى تركيز جهودها على الإنماء المحلي الذي ينتظره اللبنانيون في كل المناطق.
وفي ملف السجون، خصّ البيان سجن رومية بالذكر، وعبّر عن تضامن الآباء مع أوضاع المساجين، مطالبين السلطات المعنية بـ”معالجة إنسانية عاجلة”، تراعي القوانين والعدالة وقيم التراحم.
وختم المطارنة بيانهم بدعوة المؤمنين، في هذا الشهر المريمي المبارك، إلى الالتزام بتعاليم الكنيسة والتوجّه إلى العذراء مريم في الصلاة، كي “تحفظ لبنان من كل سوء”، وتسير به نحو “الخلاص المرتجى بشفاعتها لدى ابنها القائم من الموت”.