هل نشتري الذهب الآن؟ قراءة اقتصادية استراتيجية في توقيت الاستثمار

في خضم الأزمات الجيوسياسية المتصاعدة، والتقلّبات النقدية المتلاحقة، يعود الذهب ليتصدر المشهد الاستثماري كملاذ آمن وكضمانة حقيقية للثروة، في مواجهة تآكل العملات وعدم استقرار الأسواق.
لكن السؤال الجوهري يبقى: هل الوقت مناسب الآن لشراء الذهب؟
المعطيات الدولية: زخم في الطلب وتوقعات بارتفاعات قياسية
تشير آخر التقارير الصادرة عن مؤسسات مالية كبرى مثل “جولدمان ساكس” و”بنك أوف أميركا” إلى توقعات بارتفاع سعر الذهب إلى ما بين 3500 و4500 دولار للأونصة خلال العامين القادمين، مدفوعة بعوامل عدة أبرزها:
تزايد الطلب من البنوك المركزية حول العالم.
تفاقم التوترات العالمية، خصوصًا في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.
استمرار الضغوط التضخمية رغم سياسات الفائدة المرتفعة.
تراجع الثقة في العملات الرقمية والأسواق التقليدية.
في لبنان، ومع استمرار الضبابية النقدية وغياب الاستقرار الاقتصادي، يشكّل الذهب خيارًا واقعيًا لحماية المدخرات. فهو لا يرتبط بالبنوك، ولا يتأثر بانهيار العملة المحلية، ويمكن تسييله بسهولة، محليًا وخارجيًا.
من هنا، يصبح اقتناء الذهب – وبخاصة السبائك – خطوة استراتيجية، ليس فقط لحفظ القيمة، بل للتحوّط ضد المجهول.
ينصح الخبراء بالتأني في شراء الذهب حاليا:
اشتري على مراحل: لا تدخل بكامل المبلغ دفعة واحدة، بل قسّم شراءك على فترات لتتجنّب التقلبات المفاجئة.
تابع السوق: افهم اتجاهات السوق، ولا تنجرف خلف الموجة دون وعي.
الذهب اليوم ليس مجرد معدن ثمين… إنه قرار اقتصادي حكيم، واستثمار في الأمان المالي وسط عالم يتقلب بسرعة. ومن يقتنص اللحظة اليوم، قد يكون من الرابحين غدًا.
جديدنا نيوز