مفترق خطير: الحلم المؤجل قد نتّجه إليه.. إقرأوا جيدا !

كتب جان زغيب
منذ البداية ولبنان يسير على خطى الحلم المؤجل. الأمس كان مثل اليوم، واليوم لا يختلف عن الغد، واللبنانيون يدورون في دوامة من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي باتت تمزقهم وتقضي على أحلامهم. بلاد محكوم عليها بأن تبقى تحت سطوة الضغوط الخارجية التي تتقاطع اليوم مع مصالح بناء الدولة يقابلها الغطرسة الداخلية والنهج العثماني الذي ولّى من الأولياء بمساره.
الشباب اللبناني يطالبون اليوم بوطن يشبه الله في نقائه، يشبه المنطق في عدله، يشبه العلم في تطوره، يشبه الثقافة في رقيه، يشبه الفكر في انفتاحه، ويشبه الأمان في احتضانه لأبنائه، يشبه السلام في تعايشه ووحدته.
لبنان الذي نريده ليس ذاك الذي تتصارعون عليه وتقسمونه كما تقسم الغنائم. نريده وطناً يكفّ فيه الساسة عن تبادل التهم ويلتفتون إلى البناء والتطوير إلى توفير الكهرباء والماء، إلى تعزيز الاقتصاد وتثبيت العملة، إلى خلق فرص عمل للشباب بدلاً من تهجيرهم.
نريده وطناً تُكتب فيه القوانين لتخدم الناس، لا لتقيدهم. يكرّم المثقف ويحتضن المبدع ويرتفع مع أهل الفكر والتطور. نريده وطناً يحترم المرأة ويمنحها دورها الكامل، وطناً يعيش فيه المسلم والمسيحي جنباً إلى جنب بلا خوف، بلا حقد، وبلا استغلال للطوائف.
وطننا أمام مفترق طرق. الخيارات كثيرة، ولكن الطريق الصحيح واحد: أن نؤمن بلبنان كما نؤمن بالله، أن نعمل كما يعمل العلماء في مختبراتهم بحثاً عن حلول، أن نثق بأنفسنا كما يثق المثقف بأفكاره، وأن نحمل حلمنا كما يحمل الفلاح بذوره، وينتظر الحصاد.
خاب أملنا كثيرا وحتى بالأمس حينما اكتشفنا ان التوزير والأبواب السياسية مفتوحة لمن ضرب لبنان لأكثر من 40 عاما. لمن سرقوا وأفسدوا ولا يزالون حتى يومنا الحاضر في أروقة مباني الدولة يستفيدون دون حسيب او رقيب. لا يهمنا إن كان تمام او نجيب ام سعد، ما يهم تغيير النهج والبدء بإيصال “الأوادم” و “الشبعانين” لأن الفجع أسقط الطبقات وقضى على مجتمعنا بكافة قطاعاته.
مهما طال الليل ، لبنان الذي يشبه الله في عدله وسلامه سينتصر. وأما “العصا” الخارجية لمن يعصي فلا يجب ان تتناول اي جهة منفردة بل كل الجهات المسؤولة من كل الطوائف والتي مرّت في الحكومات الماضية وأفسدت دون ان تحاسب حتى اليوم.
وسلام
جان جورج زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز
شريك اعلامي متخصص في التواصل والاستراتيجيات التسويقية والاعلامية