عن “نهاية حرب غزّة”.. ماذا كشف تقريرٌ أميركي؟

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن التوقعات تشيرُ إلى أنّ الصراع بين إسرائيل وحركة حماس سوف يستمر طويلاً، حيث يكافح طرفا النزاع لإنجاز أهدافهما الأساسية، دون وجود طريق واضح لأي نوع من السلام الدائم.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تصر على تدمير حماس كقوة عسكرية وسياسية، فيما تلتزم حركة حماس بالهدف طويل المدى المتمثل في محو الدولة الإسرائيلية.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن تسوية المخاطر بين الجانبين، حتى لو أدت الهدنة إلى وقف الجولة الحالية من القتال في غزة، فإن الصراع بين إسرائيل وحماس سوف يستمر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مراراً وتكراراً إن بلاده ستواصل حربها الحالية في غزة حتى تحقق التدمير الكامل لحماس، وأضاف: “لا يوجد بديل للنصر الكامل على أعدائنا”.
إثارة الشكوك
وأشارت الصحيفة إلى أن التقدم المحدود الذي أحرزه الجيش الإسرائيلي حتى الآن، في القضاء على حماس في القطاع، يثير الشكوك بشكل متزايد في إسرائيل حول ما إذا كان هدف نتانياهو المعلن قابلاً للتحقيق في أي وقت قريب.
ودعا متظاهرون في إسرائيل، الأربعاء الماضي، الحكومة الإسرائيلية إلى التوقيع على اتفاق للإفراج الفوري عن الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حركة حماس.
وتتزايد الضغوط الدولية من أجل وقف طويل الأمد لإطلاق النار من شأنه أن يسمح بالإفراج عن أكثر من 100 رهينة إسرائيلية لا تزال تحتجزها حماس في غزة، فضلاً عن زيادة تسليم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في القطاع.
وأكدت الصحيفة أن شروط وقف إطلاق النار التي تطالب بها إسرائيل وحماس ما زالت متباعدة، والتوصل إلى اتفاق غير مؤكد. وينطبق الشيء نفسه على ما إذا كان وقف إطلاق النار المطول سيشكل نهاية للحرب الحالية، أم مجرد توقف مؤقت.
وأضافت: “إذا لم يكن هناك وقف لإطلاق النار، بحسب كبار الضباط الإسرائيليين فإنه من المرجح أن يستمر الجيش في قتال حماس في غزة لعدة أشهر، وربما لبقية هذا العام، حتى يسيطر على حركة حماس بشكل كامل”.
وعند هذه النقطة، ستواجه إسرائيل معضلة، إذا واصلت القوات الإسرائيلية احتلالها لفترة طويلة لغزة – وهو ما قاله نتانياهو إنه لن يحدث – فقد تصبح هدفاً لتمرد طويل الأمد.
ضاغطات للهواء
وإذا انسحبت إسرائيل من غزة بسرعة، فمن الممكن أن تجدد حماس نفسها، وتعود كقوة مسيطرة بحكم الأمر الواقع في القطاع. ومنع مثل هذه النتيجة يتطلب إنشاء كيان حاكم جديد، يتم تقديمه بسرعة وبدعم من سكان غزة، فضلاً عن إسرائيل والجهات الفاعلة الخارجية، ويبدو هذا السيناريو بعيداً.
ويقول المحللون إن حماس تتمتع ببعض المزايا في غزة التي افتقرت إليها الجماعات المسلحة غير النظامية الأخرى في الآونة الأخيرة.
وقال عوفر فريدمان، الباحث في دراسات الحرب في جامعة كينغز كوليدج في لندن: “تمتعت حماس بدرجة عالية من الاستقلال لمدة 20 عاماً تقريباً لتطوير قدراتها في منطقة محددة للغاية، وسكان كانوا تحت سيطرتها بالكامل”.
وأضاف فريدمان أن حماس أعدت نفسها للحرب وهي تعلم بالضبط أين سيحدث القتال، وأنها تستطيع استخدام شبكة أنفاقها بالإضافة إلى قوتها للسيطرة على سكان غزة وإكراههم لصالحها. وأضاف: “كل هذا
ويتفق خبراء آخرون على أن هدف إسرائيل المركزي من الحرب سيكون من الصعب تحقيقه قريباً، حتى لو استولت القوات الإسرائيلية على كامل مساحة غزة.
وقال حسين إبيش، الباحث في معهد دول الخليج العربي، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “ما لم يتم محو سكان غزة أو طردهم، فمن المرجح للغاية أن تبقى حماس على قيد الحياة بطريقة أو بأخرى”.
وأضاف إبيش: “إذا كانت حماس قائمة من الأفراد أو المعدات، فمن الممكن تدميرها”. لكنه قال إن حماس علامة تجارية سياسية يمكنها أن تحل محل مقاتليها وقادتها، وتعيد تشكيل نفسها. (24)