لبنان: الواقع تغيّر والقرار صدر .. المسرحيات السياسية لإلهاء الناس لم تعد تجدي نفعًا

كتب جان زغيب

يقترب لبنان من مرحلة حساسة في تاريخه خصوصا وانها ليست عملية انتخاب رئيس فقط بل اعادة بناء الدولة وانتظام المؤسسات بشكل حضاري دون محاصصات وسرقات طائفية ومناطقية ومذهبية وكل ما ينتمي الى تلك المصطلحات. كل طرف سياسي يرى نفسه قادرًا على التصرف وفق قناعاته ومصالحه، متجاهلًا أن الواقع تغيّر وأن معادلات الماضي لم تعد قابلة للتطبيق.

بعد الحرب الإسرائيلية، تكشفت الحقائق وسقطت الأقنعة ومع ذلك، لا يزال البعض يعيش في وهم الاستعراض السياسي، يبيع الأوهام للجماهير التي خدعتها الشعارات لسنوات.

لم يقدم أي حزب أو تيار للبنان بقدر ما أخذ منه. شباب الوطن ضحوا بأرواحهم وأعمارهم، ليس لتحقيق الاستقلال أو النهوض بالوطن، بل لإبقاء زعيمهم في السلطة وتعزيز نفوذه. زعماء جشعون، سرقوا الملايين بل المليارات، بينما تركوا شعبهم في فقر وذل.

لكن الزمن تغير. وأضحت القرارات الأميركية العامل الحاسم قبل الحرب وبعدها علنية. المسرحيات السياسية التي كانت تُستخدم لإلهاء الناس لم تعد تجدي نفعًا. الشعب يدرك اليوم أن التغيير الحقيقي لا يأتي من شعارات جوفاء، بل من وعي وإرادة حقيقية لمحاسبة الفاسدين وإعادة بناء وطن يستحق الحياة.

قطار التغيير يمر بسرعة والفرصة سانحة اليوم وليس غدا إما الركوب والازدهار أو التعنّت فالدمار…

جان زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا نيوز
خبير في التواصل والاستراتيجيات الاعلامية والتسويقية