نشر موقع “الخنادق” المعني بالدراسات الإستراتيجية تقريراً قال فيه إنّ “الحرب التي يخوضها حزب الله ضدّ إسرائيل أظهرت حصول العديد من السوابق المهمة واللافتة التي تحصل للمرة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل”، مشيراً إلى أنَّ “هذه السوابق تُظهر أن المقاومة بالرغم مما واجهته من ضربات واغتيالات واعتداءات، لا تزال تمتلك الكثير من أوراق القوة والمفاجآت المؤلمة لإسرائيل”.
فما هي أبرز وأهم هذه السوابق التي تسجّل لصالح حزب الله؟
استهداف وزارة الدفاع ومبنى الكرياه:
يوم الأربعاء 13-11-2024، وللمرّة الأولى في تاريخ الصراع مع إسرائيل، شنّ حزب الله بعمليتين هجوميتين، الأولى عبر سربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة النوعيّة، والثانية عبر صواريخ قادر 2 على قاعدة الكرياه (مقرّ وزارة الحرب وهيئة الأركان العامّة الإسرائيليّة، وغرفة إدارة الحرب، وهيئة الرقابة والسيطرة الحربيّة لسلاح الجو) في مدينة “تل أبيب”، وأصابوا أهدافهم بدقّة.
وشكّل استهداف حزب الله هذا لمنطقة كيريا في فلسطين المحتلة، واحداً من أهم عمليات المقاومة العسكرية وأندرها، لأن المقاومة من خلال هذه العملية كانت تؤكّد على تصميمها وعزمها، على إيلام إسرائيل، بأكثر ما تخشاه الأخيرة، من خلال ضرب مركز القيادة المركزي للأجهزة العسكرية والاستخباراتية لها.
الكرياه بما تحويه من مقرات عسكرية، من وزارة الحرب وقيادة الجيش الإسرائيلي، ترمز إلى القوة العسكرية الإسرائيلية للأخير، وبالتالي فإنه بالنسبة لحزب الله، فإن الهجوم المستهدف على مثل هذا الموقع الاستراتيجي لا يشير فقط إلى قدراته العملياتية ولكن أيضاً إلى نواياه في تحدي الهيمنة العسكرية الإسرائيلية بحدوده القصوى.
– الاستهداف الشخصي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو:
في 19/10/2024، هاجمت المقاومة منزل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مدينة قيسارية المحتلّة، بواسطة طائرة مسيّرة استطاعت تجاوز كل منظومات الاعتراض الإسرائيلية.
وشكّلت هذه العملية أيضاً سابقة في تاريخ الصراع مع إسرائيل، خصوصاً أن المقاومة أصابت نافذة غرفة نوم نتنياهو، مع ما يعنيه ذلك من امتلاكها لمعلومات استخباراتية دقيقة.
مع هذا، فقد وصف العديد من المحلّلين الإسرائيلية العملية بأنها تشكّل نقطة تحول في الحرب بين محور المقاومة وإسرائيل.
– تهجير منطقة شمالي فلسطين المحتلة، واصدار أوامر إخلاء:
وفي خطوة مشابهة لما عمد اليه الجيش الإسرائيليّ من تهجير ممنهج للمواطنين اللبنانيين من جنوب لبنان والعديد من المناطق الأخرى، قام “حزب الله” بتحذير العديد من المستوطنات بضرورة الإخلاء، وأتبع تحذيره بهجمات صاروخية كبيرة.
كذلك، كان لقرار المقاومة في لبنان، بفتح جبهة الإسناد للمقاومة الفلسطينية في 08/10/2023، تأثيره الكبير غير المسبوق في تاريخ إسرائيل، لناحية إجبار الحكومة الإسرائيلية على أخذ قرارها بإخلاء عشرات المستوطنات، وما تسبب به هذا القرار من تداعيات اقتصادية وامنية خطيرة جداً.
– الاستهداف المركّز والممنهج لقواعد الجيش الإسرائيلي، وجعلها مناطق غير آمنة:
منذ اندلاع معركة طوفان الأقصى، وما تبعه من جبهة مساندة في لبنان، تميزت عمليات المقاومة بأنها استهدفت بشكل مركّز وممنهج وتصاعدي، أغلب مواقع ومعسكرات وقواعد وثكنات الجيش الإسرائيلي، بشكل لم يحصل في كل حروب إسرائيل منذ سنة 1948.
ad
الأمر هذا دفع الجيش الإسرائيلية الى استحداث قواعد وأماكن تجمعات وتحشدات في مناطق جديدة، وبالرغم من ذلك، تمكنت المقاومة من اكتشاف هذا الأمر، وتنفيذ عمليات هجومية ضدها، ما يشير إلى أن كل تحركات الجيش الإسرائيلي والأماكن التي يستخدمها مرصودة بالنسبة للمقاومة في لبنان وأنه لم يعد هناك أي مكان آمن للجيش الإسرائيلي.
– مهاجمة قواعد الاستخبارات التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية “أمان” والموساد في إسرائيل:
وفقاً للعقيدة الأمنية الإسرائيلية، فإنَّ مهمة أجهزة استخبارات الأساسية هي منع استهدافه من الخارج أو أقله تأمين الإنذار المبكر لإسرائيل بحصول أي هجوم ضده. لذلك فإن استهداف المقاومة في لبنان لقواعد هذه الأجهزة، في غليلوت وتل حاييم وغيرها، يسدد ضربتين معنوية ومادية لهذه الأجهزة.
– اختراق أجواء إسرائيل:
حققت طائرات “حزب الله” من دون طيار، الانقضاضية والاستخباراتية، إنجازاً مهماً حينما استطاعت اختراق أجواء إسرائيل وسط فشل منظومات الدفاع والاعتراض الجوي الإسرائيلية بإسقاطها. (الخنادق)