اخبار لبنان - Lebanon News

“هيهات منا الذلة”… قاسم يحدد “سقفين” رئيسيين للتفاوض

أكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في تصريحات له اليوم الأربعاء، أن حزب الله يشرفه أن يكون من بين القلة الذين يقفون إلى جانب غزة، إلى جانب العراق، واليمن، وإيران، بينما “العالم كله يتفرج”، مضيفًا: “نحن في حزب الله مستمرون في دعم هذه القضية العادلة مهما كانت التحديات”.

وفيما يخص مقترحات وقف الحرب، أشار الشيخ قاسم إلى أن حزب الله كان قد وافق سابقًا على طرح الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إمكانية إنهاء الحرب، ولكن “بعد أن اغتالوا الأمين العام”، قاصدًا بذلك اغتيال القيادات الكبيرة للمقاومة، عاد الوضع ليصبح أكثر تعقيدًا.

وحول تأثير الإصابات والخسائر التي تعرضت لها المقاومة، أكد الشيخ قاسم: “صحيح أن الإصابات مؤلمة وموجعة، لكن لدينا الكثير من الكوادر من أولي البأس الشديد، وهم مستمرون في المواجهة”.

وأضاف: “كنا نتوقع أن العملية على الحافة الأمامية تستمر لمدة 15 يومًا، لكنها طالت أكثر من ذلك بسبب مقاومة أولي البأس، الذين أثبتوا صمودًا استثنائيًا”.

وأكد الشيخ قاسم أن الإنجازات الحقيقية لا تقاس بسيطرة العدو على بعض القرى أو البلدات، بل بما حققه المجاهدون من تصدٍ لهجوم العدو، قائلاً: “ليس مهماً أن يُقال أن العدو دخل إلى هذه القرية أو تلك، بل السؤال الذي يجب أن يُطرح هو كم قُتل من جنوده اليوم وأين تصدى له المجاهدون”.

وفيما يخص العمليات العسكرية، أكد الشيخ قاسم أن حزب الله استعاد عافيته رغم الخسائر الموجعة التي تكبدها في هذه المعركة، مشيرًا إلى أن المقاومة في لبنان صمدت أمام التحديات الكبيرة، كما أشار إلى أن استمرار الحرب مع إسرائيل لشهر ونصف هو “إنجاز عسكري” بحد ذاته.

وذكر الشيخ قاسم أن المقاومة في لبنان استخدمت صواريخ موجهة من مارون الراس إلى حيفا، مؤكدًا أن إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة مستمر على وتيرة مرتفعة في عمق إسرائيل، وهو جزء من استراتيجية حزب الله في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

وعن اقتحام إسرائيل لبعض القرى اللبنانية، قال الشيخ قاسم: “المقاومة ليست جيشًا تقليديًا، لذا فإن دخول العدو أي بلدة ليس إنجازًا عسكريًا، بل الأهم هو عن كم من خسائر تكبدها العدو”، مؤكدًا: “نسمح للقوات الإسرائيلية بالتقدم، لكننا نقاتلهم بعد دخولهم أي بلدة”.

وأشار الشيخ قاسم إلى أن “إسرائيل تسيطر على أجواء لبنان، ولكننا سنستمر في القتال، والكلمة في النهاية للميدان، سواء بالمواجهات البرية أو إطلاق الصواريخ لعمق إسرائيل”، مؤكدًا أن المقاومة مستمرة في تحقيق أهدافها، ولن تتوقف عن القتال.

وحول المفاوضات ووقف القتال، قال الشيخ قاسم: “استلمنا الورقة التي تبحث في المفاوضات، ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها، وتلقينا مقترحًا من أميركا لوقف النار وقدّمنا ملاحظاتنا عليها”.

وأضاف: “وقف القتال يعتمد على الرد الإسرائيلي وجدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ونحن نسمح باستمرار المحادثات لمعرفة ما إذا كانت ستؤدي إلى نتائج حقيقية، والملاحظات التي قدمناها تؤكد رغبتنا في وقف القتال بشروط عادلة”.

وقال قاسم: “نتفاوض تحت سقفين هما وقف الحرب وحفظ السيادة اللبنانية”، مضيفاً، “خيرونا بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة”.

وأوضح قاسم أن حزب الله لن يعلق المواجهات الميدانية في ظل استمرار المفاوضات، مشددًا على أن إسرائيل هي من تعاني من حرب الاستنزاف، وليس المقاومة.

وأضاف الشيخ قاسم أن المقاومة ستظل في الميدان وتستمر في القتال مهما كانت التكلفة، مؤكدًا أن الحزب سيجعل تكلفة الاعتداءات الإسرائيلية مرتفعة، وأنهم في موقع الدفاع المشروع. وقال: “عندما لا يحقق العدو أهدافه، فهذا يعني أننا انتصرنا”.

وفيما يتعلق بالنازحين، أشار الشيخ قاسم إلى أن الحزب يقدر تضحياتهم، مؤكدًا أنهم يقومون بواجبهم في تقديم ما يستطيعون من أجل دعمهم، داعيًا النازحين إلى التحلي بالصبر. كما جدد قاسم تأكيده على أهمية التكافل بين الجيش اللبناني والشعب والمقاومة، مشيرًا إلى أن هذه الوحدة هي مفتاح الانتصار.

زر الذهاب إلى الأعلى