اخبار لبنان - Lebanon News

أبعد من وقف النار… والورقة الأقوى لإيران!

كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:

هي مرحلة التفاوض بالنار تخوضها إسرائيل مع ايران عبر حزب الله على الأرض اللبنانية من خلال الوسيطين الاميركي والدولة اللبنانية. مفاوضات خرجت من الإطار الدبلوماسي الى الميدان لا بدّ أنها ستفرض معادلات مختلفة، بعدما استأنفت الدولة العبرية مسار الاغتيالات ووسعت دائرة الاستهدافات وتهدد بالمزيد.

الاجواء الايجابية التي ملأت الساحة اللبنانية منذ ساعات مساء امس في شأن رد الحزب على مسودة اقتراح وقف النار يجوز وصفها بالجيدة وربما الدقيقة، غير انها لا تعني بالضرورة بلوغ خط النهاية. فإن قبل الحزب المُدمَرة قدراته العسكرية والمنهارة بيئته اجتماعيا والمُغتالة قياداته بأكملها وصولا الى مسؤوله الاعلامي محمد عفيف امس، السير ببنود المسودة مع ملاحظات غير جوهرية بعدما تبلغ جوابا ايرانيا من مستشار المرشد علي لاريجاني او غيره من المسؤولين، ربما يكون قبوله في اطار المناورة ليس الا، ليقينه ان بنيامين نتنياهو سيرفع سقف شروطه الى ما هو ابعد من نزع السلاح من شمال الليطاني وضبط الحدود لمنع ادخال السلاح الى الحزب، ومنع اعادة ترميم بنيته العسكرية وعدم التخلي عن فكرة التدخل في اي لحظة في ما لو استشعر خطرا ما. ذلك ان ايران تتطلع من خلف ساحة لبنان ووقف اطلاق النار فيه الى ضمان مستقبل امنها هي، وليست تاليا في وارد التنازل بسهولة عن ورقتها الاقوى في مفاوضات التسوية التي ستحدد لاحقا مصير نفوذها في المنطقة وصولا الى ملفها النووي.

تخشى ايران اكثر من ذلك. ضربة اسرائيلية مباشرة للنووي. من هنا ، تشترط الا يقتصر وقف النار على لبنان وحده حيث تقاتل بحزب الله دفاعا عنها، بل على مجمل الساحات في الاقليم واستنادا الى مبدأ وحدة الساحات الذي تنادي به، خشية انتقال اسرائيل إن حصل وقف اطلاق النار الى ساحة اخرى ، في حين يرفض الاسرائيلي ويعمل على قاعدة فصل الساحات، ولكل ساحة شروطها.

معالم المرحلة باتت واضحة ودخلت على الارجح الفصل الاخير، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. بعيدا من المكابرة وقلب الحقائق، حزب الله انتهى عمليا، ومسألة انسحابه الى شمال الليطاني لم تعد مطروحة كما في آخر محاولة بذلها المبعوث الاميركي اموس هوكستين في زيارته لبيروت في آب الماضي. نتنياهو حدد ثلاثة شروط لارجوع عنها والزم الدولة اللبنانية بأن تكون حازمة وحاسمة، تتحمل مسؤوليتها في ضبط الحدود، والا فلإسرائيل حق الضبط.

تقرأ الدولة اللبنانية المعالم الجديدة وستعمل بهديها على ما تفيد المصادر. وتفنّد سلسلة محطات تؤشر الى ذلك. حادثة تفتيش الوفد الدبلوماسي الايراني المرافق للاريجاني في مطار رفيق الحريري. مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في شأن تصريحات رئيس مجلس الشورى الايراني محمد باقر قاليباف التي اعتبرها تدخلا في الشؤون الداخلية ووصاية على لبنان. رفض رئيس الحزب الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط للمرة الثانية الاجتماع مع مسؤول ايراني. تغريدة سامر كبارة، صهر الرئيس نبيه بري ونداؤه الى الخامنئي وفيه “يا خامنئي لبنان لن يكون سلعة تفاوض لبقاء نظام خارج التاريخ الحاضر والمستقبل”. الى جملة مواقف سياسية ايدت جرأة ميقاتي وحملت ايران مسؤولية ما يتعرض اليه لبنان.

انه افول حقبة الوصاية الايرانية وهيمنتها وسيطرتها عبر حزب الله على القرار والسلطة في لبنان وعودة المؤسسات الى كنف الشرعية وتحت القانون، تضيف المصادر، وليس ما جرى سوى مقدمة لإثبات وجود الدولة وفاعلية مؤسساتها بعد تحريرها.على ان يكون للجيش باعتراف العاملين على التسوية دور مهم وربما الاهم على مستوى الحل لاسيما في الجنوب في ظل الارتياح لأدائه والثقة به. ولهذا سيتم مده بالسلاح كماً ونوعاً. والى ما اقر له من دعم في مؤتمر روما، سترفده دول عربية وغربية بالدعم اللوجستي والمادي عبر مؤتمرات بدأ الاعداد لها خلف الكواليس، وستكون ايضا عودة سعودية الى لبنان من باب الدعم والمساعدة للجيش الساعي الى تنفيذ مشروع اعادة النهوض بلبنان وتفعيل مؤسساته ورفع شعار لا احد فوق القانون.

زر الذهاب إلى الأعلى