حراك الخماسية… جولة جديدة تنتهي بتفاؤل ينطفئ
كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:
وقت يؤكد حزب الله على لسان قادته ولا ينفك يكرر انه لا يربط ملف الاستحقاق الرئاسي بمصير غزة وجبهة اسنادها جنوباً، متبنياً مبادرة حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، تبقى ممارساته المتصلة بانجاز الانتخابات الرئاسية قاصرة لا بل معدومة الفائدة ما دام الثنائي متمترسا خلف جبل شروطه التعجيزية بدءا بعدم ابداء النية للتنازل عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لمصلحة مرشح توافقي، وصولا الى اشتراط الرئيس بري اجراء حوار وتشاور اولا ثم انتخاب رئيس. أمر ترفضه قوى المعارضة كونه يخالف النص الدستوري الذي لم يأت على ذكر الحوار قبل الانتخاب.
حتى الساعة تكسرت كل المحاولات والمبادرات الهادفة الى احداث خرق في الملف الرئاسي عند اعتاب الثنائي، بعدما ابدت الكتل المعارضة ليونة في مجال التنازل عن مرشحها لمصلحة توافقي ، خلافا لبري والحزب ،الا انها ليست في وارد التنازل عن التمسك بالدستور وافساح المجال للممانعة بكسره وفرض اعراف كمثل القول ان فتح باب قصر بعبدا يمر من عين التينة، او تسليم جميع القوى السياسية بشروط الثنائي والا، لا رئيس. وهذا الهدف على الارجح ، مع التستّر خلف حجج وذرائع تضمن استمرار الشغور حتى انقشاع المشهد الاقليمي وابرام تسويات قد تؤمن للشيعية السياسية مكاسب اكبر في السلطة وفي الدولة العميقة لاحقاً، من دون الظهور امام الخارج بمظهر المعرقل، بل المُسهِل باعتبار الحزب والحركة يريدان الحوار كوسيلة ديموقراطية ، الا انها في الحقيقية مجرد مناورة.
اليوم ، مع عودة الحديث عن الانتخابات الرئاسية من بوابة اعادة تحريك مبادرة كتلة الاعتدال الوطني وتحرك مجموعة الخماسية واجتماعها السبت المقبل في قصر الصنوبر، تكثفت حركة بعض سفرائها لا سيما المصري والقطري في اتجاه المسؤولين والقادة السياسيين لاستشراف المواقف واطلاعهم على تطورات مفاوضات غزة والاتجاهات التي تسلكها التطورات في المنطقة، الامنية منها والسياسية، بما يفترض انتخاب رئيس في لبنان. سفير مصر، الدائم التفاؤل، زار معراب مطّلعاً من رئيس الكتلة المسيحية الاكبر في البرلمان على مواقفه في ما خص امكان احداث الخرق المرجو، فسمع ما قاله رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في هذا الشأن في قداس الشهداء مطلع الشهر الجاري، لجهة ما يتصل بهذا الملف، وهو ما لم يتلقفه الثنائي، رغم ايجابيته، فكرر تمسكه بالنص الدستوري القاضي بالدعوة الى جلسة انتخابية اولا مع الانفتاح على الحوار والتشاور لاحقا.
وتقول مصادر في المعارضة مطلعة على حراك الخماسية لـ”المركزية” ان السفير علاء موسى لم يحمل اي اقتراح او طرح جديد الى معراب وبدا مستمعا اكثر منه متحدثاً ولمس ليونة معينة ازاء اجراء الاستحقاق من دون التراجع عن الثوابت المعلنة لا سيما لجهة القبول بالتشاور والحوار بعد جلسة الانتخاب شرط عدم ترؤسها من جانب الرئيس بري.
وتأتي حركة موسى بعد اخفاق فرنسا في استدراج المملكة العربية السعودية الى الملعب الرئاسي، اذ فشل جان ايف لودريان في مهمته التي زار لأجلها السعودية حيث اجتمع الى نزار العلولا ولم يحصل منه سوى على الموقف السعودي المعهود من ملف رئاسة لبنان: لن نتدخل في الاسماء ولا في آلية الانتخاب والرئيس لا بد ان يطابق مواصفات الخماسية وبعد الانتخاب تبني المملكة على الشيئ مقتضاه.
تبعا لذلك، تعرب المصادر عن خشيتها من ان ينتهي الحراك المتجدد للخماسية الدولية كما يبدأ السبت، بصفر نتيجة ولمجرد ملء الوقت الضائع . وما دام الثنائي على تصلبه رافضا تطبيق الدستور الذي يدرك جميع اعضاء الخماسية انه باب الحل الوحيد، طالما في بلادهم دساتير يطبقون نصوصها، فلا رئيس قبل نهاية العام وربما ليس قبل الانتخابات النيابية المقبلة، ان لم يطرأ ما يبدّل المشهدين الاقليمي والداخلي.