featuredاخبار لبنان - Lebanon News

مدرسة القلبين الأقدسين-جبيل تستذكر ضحايا انفجار مرفأ بيروت في احتفال الاستقلال

«وحياة اللي راحوا واللي صاروا الحنين» على وقع هذه الأغنية استذكرت مدرسة القلبين الأقدسين-جبيل ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في احتفال لمناسبة عيد الاستقلال.

ارتأت إدارة المدرسة توجيه تحيّة لأرواح شهداء 4 آب، بحضور عددٍ من أهالي الضحايا، لتتحوّل الذكرى إلى حدث استثنائي، فاصطفّ عدد من التلاميذ حول المنصة رافعين صور شهداء المرفأ الذين فاق عددهم ال230 ضحية.

البداية كانت مع النشيد الوطني اللبناني، ثم أغنية «وحياة اللي راحوا»، تلتها دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء، ثم كلمة لرئيسة المدرسة الأم إميلي طنّوس، تبعتها كلمة للخوري جورج صوما خال الشهيد جو نون، ثم خبرة خاصة مع السيدة ميشيل أندون-حنا شقيقة الشهيد جو أندون، وختامًا كلمة السيدة سيسيل روكز شقيقة الشهيد جوزف روكز.
الرئيسة الأخت طنوس:

رحّبت الأخت إميلي طنوس بالحضور وبأهالي ضحايا الانفجار، معبّرة عن التضامن الكامل معهم، حيث عبرت عن أن هؤلاء الضحايا لم يخسرهم أهلهم فقط بل خسرهم الوطن ككل.

وتمّنت الأم طنوس انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يكون مرتهنًا للخارج، مشددة على أننا لا نريد رؤساء لا أبيض ولا أسود.
وأضافت: نحن نريد رئيسًا حرًا بقراره، سيّدًا، مستقلاً، يقول لكل اللبنانيين أنتم جميعًا أولادي، ويحكم فيما بينهم بالعدل والشفافية والمساواة.

نريد رئيسًا يدعم كل مستحق ومستأهل ليصل إلى المركز الذي يستحقه بجدارة وبحسب تخصصه.
وأردفت: نحن نخاف على شبابنا وتلامذتنا من أن يصلوا إلى لحظة يقولون فيها أن شيئًا لم يتغيّر في البلد. مشدّدة على أهمية ودور تلامذة اليوم في بناء المستقبل، فالاتكال هو عليهم لبناء الوطن.
وانتقلت للحديث عن دور مجلس النواب التشريعي وإعطاء الناس حقوقهم قانونيًا. فالناس لهم الحق بالوصول إلى محاكمات عادلة ومحاسبة المسؤولين المباشرين وغير المباشرين عن تفجير 4 آب والمطلوب إجراء تحقيقات جديّة… فنحن شعب يحق له أن يحظى بالاحترام، وتتم معاملته كبشر.

كما وجّهت تحية للجيش اللبناني في عيد الاستقلال، مضيفة: اتكالنا عليكم، نحن لا نريد إلا سلاح الجيش على كامل الأراضي اللبنانية، نريد الحماية فقط من الجيش.
وختمت متوجهة لأهالي الضحايا: هذه ليست قضيتكم وحدكم، هذه قضيتنا جميعًا. والمحاسبة يجب أن تكون من رأس الهرم حتى الأسفل. الجريمة كبيرة ونحن سنبقى مناضلين وكلنا معكم حتى ظهور الحقيقة.
الخوري صوما:
أثنى الخوري جورج صوما على كلمة الأم الرئيسة، وتمنى للجميع أن يكون العيد «عيد استقلال لا عيد استغلال».

مضيفًا: يقف الكلام أمام الموت رغم أنه حقّ، فربّ الأكوان مات، مات بحكم جائر. الموت حق عندما لا يتعدَّى أحد على حياتي، ويضع حدًّا لها بالإهمال أو التقصير أو بالتجارة أو بعدم المسؤولية، فهذا يصبح قتلاً.
الموت حق عندما أعيش حياة طبيعية أصل في نهايتها إلى الموت الذي هو الحق.
وتوجّه الخوري صوما إلى تلاميذ المدرسة قائلا: المدرسة هي المكان الذي نتربّى فيه إيمانيًا وثقافيًا وتربويًا، تستذكرون ذلك بعد مغادرتكم لمدرستكم. من هنا تحملون الثقل الثقافي في مجالات الحياة حتى في مفهوم الموت والحياة.

وأضاف: سألتني شقيقتي ذات مرّة، «هل أنا أكفر؟»، فأجبتها لا، أنت تعيشين إيمانك طبيعيًا لكن ذلك لا يلغي الجرح، لا يلغي أن نفتش عن حقيقة من قتل أولادنا ولا يلغي أن المسيح يطالب بالعدالة.
وختم مجيبًا على سؤال: أتريدون عيش الاستقلال؟ كونوا مؤمنين بالرب وحافظوا على الودائع بين يديكم ولا تذهبوا أبدًا إلى القتل بأي شكل من الأشكال.
السيدة أندون-حنا:
ميشيل أندون وصفت تجربتها مع وفاة شقيقها قائلة: منذ سنتين وأربعة أشهر عشنا تجربة صعبة وقاسية، ولا زلنا حتى اليوم.
في ذلك اليوم سمعنا الخبر عبر الإعلام فحاولنا الاتصال بشقيقي جو الذي يعمل في المرفأ، فوجدناه يرسل فيديوهات على مجموعة العائلة، وفجأة توقّف. عندها شعر شقيقي إيلي أن أخانا جو قد رحل.
رفضنا تصديق الأمر وبقينا لفترة نبحث عنه بين الأنقاض على أمل أن نجده مختبئًا في مكان ما على قيد الحياة، وبعد أسبوع وصلنا الخبر الصاعقة وفقدنا جو.

ما الذي حدث؟ ولماذا؟ ومن المسؤول؟ بدأ التحقيق وحتى اليوم لم ينته هذا التحقيق.
وأضافت: ربما تتساءلون ما دخل كل ذلك بالمدرسة؟ كل ما حدث مرتبط بالنظام وخرق النظام والفساد والإهمال…
النظام يبدأ من المدرسة ويستمر في الحياة.
التلاميذ هم المستقبل، هم أمل الغد، أنتم أهل الوطن الصحيح وليس العليل الذي نعيشه اليوم.

أنتم النظام الذي سيعيد لنا الأمان، أنتم الرؤساء الذين سيحكمون بالعدل، أنتم الذين سيحمون ابني في المستقبل ليعيش بأمان.
سيسيل روكز:
الاستقلال هو أن يكون للوطن سيادة كاملة على أراضيه.
الشعب هو مصدر السلطات ويمارس صلاحياته عبر المؤسسات الدستورية التي يجب أن تكون مستقلة عن بعضها.
إنما للأسف السلطة السياسية تتدخل بالسلطة القضائية خلافًا للدستور وتعرقل المسيرة القضائية.
وأضافت: أشقاؤنا ماتوا ونحن عاجزون عن أخذ حقوقهم.

أشقاؤنا ماتوا بجريمة ضد حقوق الإنسان بعيشهم.
أشقاؤنا ماتوا لأن حياتهم قُصفت بأخطاء السلطة السياسية.
إعلموا جميعًا أنكم أصحاب حق بالعيش، أشقاؤنا قَتلوا لهم هذا الحق.
نتمنى منكم ألاّ تنسوا أن أشقاءنا ماتوا بجرم طال حياتهم الشخصية.

زر الذهاب إلى الأعلى