

حالة ترقب يعيشها اللبنانيون في انتظار الرد من حزب الله على عملية اغتيال قائدها العسكري فؤاد شكر و ما قد ينتج عن هذا الرد من رد إسرائيلي لا أحد يعرف حجمه و مساحته.
و إذا كانت الدولة أعدت خطة طوارئ لمواجهة تداعيات اي حرب قد تحصل فالقطاع الخاص أيضاً يتحضر للمواجهة و سيما القطاع الطبي و الصحي و الذي يعد اكثر القطاعات أهمية في حالة الحرب
في هذا الإطار اكد نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور يوسف بخاش في حديث لصوت بيروت انترناشونال أنه منذ ٧ تشرين الأول تحركت نقابة الأطباء و كل الجهات المعنية من وزارة صحة و نقابات مهن صحية مع منظمة الصحة العالمية و منظمة الصليب الأحمر الدولي و اللبناني .
مشيراً أن النقابة أقامت مع القطاع الطبي و الجمعيات العلمية المختلفة المنضوية تحت جناح نقابة الأطباء سيما الجمعية اللبنانية لأطباء الطوارئ و الجمعية اللبنانية للجراحة العامة وجراحة العضم والشرايين محاضرات ضمن النقابة حول كيفية معالجة إصابات الحرب ” و سرعان ما وسعنا هذه المحاضرات مع كل الجهات المعنية و أقمنا خلية عمل مؤلفة من ممرضات و ممرضين و تقنيين وممثلين عن منظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر ووزارة الصحة و أطباء متخصصين و توجهت هذه الفرق إلى كافة المستشفيات على الخطوط الحدودية والأمامية خصوصاً في الجنوب و البقاع الشمالي كما توجهنا إلى خطوط الإجلاء في صور و صيدا و زحلة و البقاع الأوسط و تأكدنا من جهوزية المستشفيات و مراكز الطوارئ في المستشفيات”
و لفت بخاش إلى ان التركيز كان على التنسيق ما ببن كل هذه المراكز كي تكون متعلقة بمركز محوري في بيروت من اجل أن يتم تحليل كل المعلومات في مركز واحد و يتم إعطاء توجيهات في طريقة إجلاء المرضى حسب الحاجة و تجهيزات المستشفيات الجامعية و الكبيرة في بيروت كي لا يتم هدر للطاقات البشرية.
وأشار بخاش إلى أنه تم العمل على الكوادر البشرية في المستشفيات الحدودية و مستشفيات خطوط الإجلاء كما تم إنشاء خلية طوارئ وخلية تواصل في وزارة الصحة من اجل التنسيق بين كل مراكز الطوارئ و المستشفيات من اجل معرفة عدد الإصابات و نوعها و على أي مستشفيات توزع و يتم نشرها على المنصة.
أما في حال توسعت الحرب أوضح بخاش أنه سيتم التنسيق بين خلية الطوارئ مع كل الجهات المعنية من نقابة أطباء و جمعيات علمية و دفاع مدني و الصليب الأحمر الدولي و منظمة الصحة العالمية من أجل تلبية حاجات الجرحى و النازحين.
وفيما يخص القطاع الطبي اشار بخاش إلى انه شهد بين عامي ٢٠١٩ و ٢٠٢٠ هجرة كبيرة وصلت إلى٣٠% من قدرته البشرية أي بين ٣٠٠٠ و ٤٠٠٠ طبيب لكن منذ أوائل ٢٠٢٣ أكثر من نصف هؤلاء الأطباء عادوا إلى لبنان مشيراً أن نسبة الأطباء في لبنان بالنسبة لعدد السكان كافية ولدينا عدد كافي من الأطباء .
و يشرح بخاش ان هناك عدد كافٍ في بعض الاختصاصات وهو يفوق توصيات منظمة الصحة العالمية كأطباء الطب النسائي و التوليد و العيون و أمراض الجلد و التجميل و الترميم لافتاً إلى ان هناك نقص في بعض الاختصارات الأخرى كطب الأشعة و طب الطوارئ ( الحاجة منه ١٢،٦ طبيب لكل ١٠٠ الف مواطن بينما الموجود في لبنان لا يفوق ١،٦ طبيب لكل ١٠٠ ألف مواطن) و طب العائلة ( الحاجة هي ٢٥ طبيب لكل ١٠٠ ألف مواطن بينما الموجود في لبنان لا يتجاوز ٣،٥ طبيب لكل ١٠٠ ألف مواطن) وأيضاً هناك نقص في الطب الداخلي و طب الروماتيزم و اختصاصات أخرى.
و إذ اكد بخاش على ان عملية التنسيق ما بين الكوادر البشرية الموجودة حالياً ستغطي هذا النقص النسبي في بعض الكوادر الطبية و بعض الاختصاصات تحدث عن العمل على كيفية توزيع الطواقم الطبية فهناك مراكز استشفائية في المناطق الحدودية و مناطق الإجلاء كالمستشفى التركي في صيدا الذي يعاني من نقص في الطواقم الطبية و العمل جدي على توفير طواقم طبية من العاصمة لتلبية حاجات المرضى كي يكون مستشفى إجلاء المرضى و سيما وأنه مجهز لمعالجة الحروق.
وأكد بخاش على العمل على توزيع و تجهيز مراكز طبية كي تكون مراكز إجلاء أولية للجرحى وتغطية النقص باستعمال الطواقم الطبية الموجودة و توزيعها حسب الحاجة مع الحرص على أن لا يحصل هدر في الطواقم المتوفرة .
وفيما يخص المستشفيات أكد بخاش على جهوزية المستشفيات البشرية و المادية في حال حصول حرب و وجود عدد كبير من المصابين مشيراً ان منظمة الصحة العالمية قدمت في بدء الحرب و مؤخراً عندما تفاقم هذا الخطر كمية كبيرة من المستلزمات الطبية لمعالجة إصابة الحروب ” و بحسب نقابات مستوردي الأدوية والمستلزمات الطبية و المعدات و التجهيزات الطبية و مصنعي الأدوية في لبنان فإن المخزون المتوفر في لبنان حالياً من كل هذه المواد يكفي السوق اللبناني من ٤ إلى ٦ أشهر “.
ولكن يستطرد بخاش بان الأمر يتعلق بحجم الإعتداء على لبنان “وكلنا نشهد ما يحصل في غزة مع الإشارة بان البيئة و الطبيعة اللبنانية لا تشبه أبداً منطقة غزة خاصة في البقاع و الجنوب حيث الوحدات السكنية بعيدة عن بعضها البعض متمنياً ان لا نصل إلى ما يحصل في غزة.
و أكد بخاش في الختام على أن الطواقم الطبية على جهوزية تامة و المستشفيات لديها الإمكانية لأن تواجه إلى حد ما إصابات الحرب و الدليل على ذلك ما حصل في انفجار مرفأ بيروت و وقوع حوالي ٧٠٠٠ إصابة حيث استطاع القطاع الطبي بالرغم الدمار الذي أصاب المستشفيات المتاخمة للانفجار في ظرف ٢٤ ساعة أن تعالج هذا الكم الكبير من الإصابات.
لكن يتخوف بخاش أن تطول الحرب لأسابيع او أشهر أن لن تتمكن المستشفيات من الإستمرار و القيام بواجباتها تجاه الإصابات سيما وان الوضع المالي لهذه المستشفيات حرج جداً و إذا حصل عبء كبير عليها لن تستطيع الإستمرار سيما أن الكلفة التشغيلية باهظة جداً لهذه المستشفيات.
صوت بيروت انترناشونال