اخبار لبنان - Lebanon News

قوى الثورة.. شوكة في خاصرة التغيير

وضع اللبنانيون آمالاً كبرى في قوى التغيير المنبثقة عن ثورة “١٧ تشرين” من دون يعني ذلك عدم وجود تساؤلات بقيت من دون أجوبة حينها، حتى بدأت تتوضّح مع اقتراب استحقاق الإنتخابات النيابية.

التساؤل الأهم الذي قض مضاجع اللبنانيين وتردد على ألسنة الجميع عند كل تسجيل لانهيار جديد “وين الثورة” ليتبيّن أن مجموعات الثورة التي اجتاحت الشوارع والساحات بسبب زيادة ستة دولارات شهرياً بدل خدمة الواتساب، دخلت إلى الغرف المغلقة ولم تَعُد رغم انقطاع الدواء والكهرباء وحليب الأطفال وتجاوز الدولار عتبة الثلاثين ألف ليرة، والثورة تحسب أرباحها ولا تحاسب.

إنتظر اللبنانيون من مجموعات الثورة أن يستكملوا ثورتهم بالضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد إسقاط الحكومة ومحاصرة السلطة وقطف لحظة الزخم الشعبي للتأسيس للتغيير الكبير، عوض ذلك كانت مجموعات الثورة غائبة عن السمع والبصر تحصي أموال التبرعات وتحاصر قوى المعارضة التي طالبت بإجراء انتخابات مبكرة، في حين كانت قوى المنظومة تعيد تنظيم صفوفها وقواها وتمارس الفحشاء بحق اللبنانيين آمنة مطمئنة إلى تواجد الثورة في الصالات، تحت السيطرة.

خروج مجموعات الثورة إلى موقعة الإنتخابات النيابية كشف عن سرّ ارتياح محور الممانعة لنتائج الإنتخابات النيابية سلفاً، وهذا يعود إلى إدراك المنظومة أنها خارج إطار المنافسة على المقاعد النيابية التي ستدور رحاها بين ثورتين على أرض ملعب السياديين في تكرار لمقولة “قوم تا إقعد محلك” ويبقى الحال على سوئه، فبئس هكذا تغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى