ماذا يريد الحزب من لبنان؟

تشير مصادر سياسيّة إلى أنّ حزب الله و حلفاؤه يسعون إلى خلق عدوّ داخلي، من خلال نسب تصريحات غير واقعيّة إلى الآخرين، بهدف محاولة إظهار أنفسهم منتصرين مع أيّ مرشّح رئاسي يأتي. تبرز تصريحات من ِقبل هذا المحور تؤكِّد أن “لا رئاسة في لبنان دون موافقة حزب الله”، في حين تُظهر المعارضة تطلّعها لرئيس قادر على بناء الدولة، تحسين الاقتصاد و مكافحة الفساد – أهداف يُفترض أن تتوافق مع توجّهات حزب الله نفسه للمرحلة المقبلة ، إذا كان فعلاً هدفه بناء لبنان. و مع ذلك، يبدو أنّ حزب الله لا يزال متمسّكاً بفكرة الانتصارات الوهميّة، دون ملاحظة التحوُّلات الجارية في المنطقة، مفضِّلاً الحفاظ على نفوذه داخل “دويلته” و توسيعه على حساب موارد الدولة، من خلال تعزيز دوره في مؤسّسات الدولة المركزية.
يحلِّل المصدر أهداف حزب الله من وراء تصلُّب موقفه و تحدّيه للدستور، مشيراً إلى أنّ لهذا السلوك أبعاداً داخليّة و خارجية. من الناحية الخارجية، يسعى الحزب إلى رفع قيمته التفاوضيّة مع الأطراف الدولية، بهدف تسهيل التوّصل إلى تسوية تخفّف من قيود القرار 1701 المفروضة عليه، و ذلك من خلال تأمين رئيس جمهورية حليف يضمن استمراريّة عمليّاته كما كان الحال قبل ٧ أكتوبر. أمّا داخليّاً ، يهدف السقف العالي للمفاوضات إلى إيهام الأطراف الأخرى بأنّه الطرف المنتصر و لتمويه الواقع الذي يعيشه الحزب من أزمة قد تكون ذات طابع وجودي. إنّ هذه الاستراتيجيّة من التهويل و المزايدات تهدف إلى فرض واقع جديد في الوقت الضائع، قبل أن تنكشف حقيقة وضعه الداخلي الهش.
يُطالب المصدر حزب الله بالتراجع عن موقفه المتشدِّد و الانخراط بجديّة في حوار يحدّد دوره و شكل المرحلة القادمة في لبنان، بدءاً من مسألة سلاحه إلى تحديد النظام الأمثل الذي يكفل قيام دولة عادلة و محايدة.