رسالة مؤثرة جدا عبر موقع جديدنا من جاد الى الحكومة : “قدّي ببكي لمّا شوف ولد ماسك ايد بيّو “

وصلت لموقع جَديدُنا رسالة من شاب يبلغ من العمر 15 عاماً يشرح فيها عن كابوس يعيش فيه منذ 5 سنوات إثر غياب أبيه بسبب الهجرة.
الشاب جاد الخوري وجه عبر موقعنا رسالة لرئيس الحكومة حسان دياب ومجلس الوزراء جاء فيها:
” الصّفرا – كسروان، ٣نيسان٢٠٢٠
يا حكومتي العزيزة؛ يا ايّها الرئيس “حسّان دياب” والوزراء المحترمين
تحيّة طيّبة وبعد؛
أكتب لكم هذه الرّسالة اليوم؛ بصفتي مواطنٌ لبنانيّ وُلِدَ؛ عاش و ما زال مستقراً في لبنان؛ أي لبنانيّ بإمتياز.
أوّلا ، أريد أن أهنئكم لأنكم ساهرون على الوطن؛ ساهرون على سلامة كلّ مواطن! شكراً على جهودكم.اسمي جاد وعمري ١٥ سنةً و لديّ أخٌ أصغر منّي سنّاً. أتلو قصّتي وجعاً؛ و هي قصّة تعاني منها الكثير من العائلات.
منذ ٥ سنواتٍ و عائلتي تعيش كابوساً. نعم،عندما يبتعد الأب عن أولاده ليؤمن لقمة العيش لهم أليس هذا كابوساً؟ هاجر أبي قسريّاً و ليس برغبته أبداً؛ فالأب يتمنّى البقاء إلى جانب أولاده و عائلته و هذه هي أمنية أبي الوحيدة.
هاجر إلى نيجيريا للعمل. لماذا؟ الجواب واضحٌ فلا فرص عمل كافية في لبنان و نتيجته ظاهرة أيضاً وهي البطالة المنتشرة. أكتب إليكم اليوم لأعبّر عن حزني الشديد و مدى اشتياقي لأبي ومدى حاجتي ليكون إلى جانبي في هذه الأزمة الرّاهنة و لأعبّر عن وجعي المؤلم؛ نعم المؤلم! “بتعرفو قدّي ببكي كل يوم قبل ما حط رأسي على المخدّة؟ بتعرفو قدّي ببكي لمّا شوف ولد ماسك ايد بيّو عم يتسلّى ويضحك هوّي ويّا لأ أكيد لأ. أنا صبي عمري ١٥ سنة؛ وبعدني بحاجة لبيّي حدّي وحياتي بلا بيّي ناقصة”.
أيها الوزراء ! هل ترغبون بالإبتعاد عن أولادكم و عن عائلاتكم؟ طبعاً لا.” بدّي بيّي! “بعدما قمتم بجهودٍ كبيرة في ظلّ هذه الأزمات الصّعبة أناشدكم لإرجاع أكبر عدد من المواطنين المغتربين في الخارج لكي يبقَوا إلى جانب عائلاتهم الّتي لا تنام خائفةً على بعضها البعض و خصوصاً على المغتربين المقيمين في الدّول الإفريقيّة حيث القطاع الطّبيّ ضعيف ولا مستلزمات كافية و مستشفيات غير مجهّزة لمحاربة فيروس كورونا المستجدّ .
أسرعوا قبل فوات الأوان !! يا حكومة الإنقاذ، الوضع المعيشيّ سيّء ويزداد سوءاً في لبنان ،جاع الشعب ولكن سؤالٌ صغيرٌ يطرح نفسه :أأنتم مع إعادة المواطنين المغتربين ألى وطنهم عبر شركة الطيران “MEA” الّتي يناهز سعر بطاقة السّفر ال١٨٠٠ دولاراً؟ماذا تريدون؟ اللّبنانيّ هذه الفترة “عايش على قدّو. أرجوكم حسّو فينا، حسّو معنا!” الطّلب واحدٌ،يا حكومة لبنان، أطلبه بأقصى تمنياتي آملاً الجواب من حضرتكم. أرجعوا اللّبنانيّين المغتربين ،وخصوصاً الّذين في الدّول الأفريقية إلى حضن عائلاتهم لتخطّي هذه الأزمة سويّاً بحلولٍ متوسطة يمكن للمواطن وللدّولة معاً تحمّل أعبائها و ذلك قبل فوات الأوان. وشكراً
” كلّنا للوطن، كلّنا سويّاً لمكافحة كورونا”
“بدّي بيّي”
المواطن الّلبنانيّ جاد وسام الخوري
~جاد الخوري”
اذاً ، اضافة الى الهجرة التي أضحت في وطننا كابوسٌ تعيشه أغلب العائلات، لن يستطيع الكثيرون تأمين بطاقات السفر للعودة خوفا من كورونا، فهل نتركهم يموتون لانهم لا يملكون “المال” ؟