بعد قصف مطاري دمشق وحلب.. هل تتسع رقعة الحرب لتطال لبنان وسوريا؟

ذكر موقع “سكاي نيوز عربية” أنه ومع استمرار المواجهات والتصعيد على خلفية أحداث غزة المندلعة منذ السبت الماضي، والمناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، تتصاعد المخاوف من توسع رقعة الحرب لتطال دولا أخرى في المنطقة، وعلى وجه الخصوص سوريا ولبنان.
اشتعال الجبهة السورية
وفي هذا السياق أتت الغارات الإسرائيلية على مطاري دمشق وحلب الدوليين في سوريا، الخميس، لتشير وفق مراقبين إلى أن الوضع قد يخرج عن السيطرة وأن الحرب قد تنتقل للجبهة السورية، وهو ما يهدد وفقهم بخلط الأوراق وتسعير صراع محلي وإقليمي ودولي كبير.
وأعلنت وزارة النقل السورية في وقت لاحق، تحويل الرحلات التي كانت مجدولة عبر مطاري دمشق وحلب، إلى مطار اللاذقية الدولي، شمال غربي البلاد.
وتقول مصادر إن الهدف من توجيه ضربات للمطارات هو تعطيل خطوط الإمداد الإيرانية لسوريا، وجاء الهجومان عشية زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، للعاصمة دمشق.
ويقول أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية رائد العزاوي، في حديث مع الموقع إن “الهجمات على مطاري دمشق وحلب هي ولا ريب رسالة واضحة من إسرائيل، إلى أنها لن تسمح بتدخل القوى “الموالية” لإيران في الصراع الدائر في غزة، على خلفية التحركات الأخيرة من قبل حزب الله ضد إسرائيل في جنوب لبنان، بمعنى أن أي محاولة للتدخل ستقود لعمليات عسكرية إسرائيلية واسعة ومدمرة في العمق السوري، وليس فقط في جنوب لبنان أو الجولان فقط، وهو ما أشارت له أيضا تسريبات قبل أيام قليلة”.
وأكد العزاوي أنه “ليس من مصلحة سوريا التورط في هذا الصراع، في ظل ما تعانيه من مشكلات داخلية عميقة، وهي معنية بمعالجة أزماتها بدلا من دخول حرب واسعة مع إسرائيل، وهو برأيي توجه القيادة السورية كذلك التي لا تريد جرها لهكذا مواجهة، سيما وأن سوريا ضعيفة بالمقاييس العسكرية قياسا بإسرائيل”.
وتابع قائلاً: “إن سعي الجهات الموالية لإيران في المنطقة العربية، لتوسيع رقعة الصراع ينعكس سلبا ليس على سوريا ولبنان فقط، بل على غزة نفسها، حيث حينها ستتحول الحرب لإقليمية ومن حق المجتمع الدولي حينها التدخل فيها، وهو ما سيعطي شرعية للتدخل الأميركي والغربي دعما لإسرائيل، وهو ما سيقود لاشتعال المنطقة على حساب تبديد فرص السلام والأمن والتنمية والشراكة”.
وأشار إلى أن “حكومة نتنياهو تتحمل كذلك قسطا من ما آلت إليه الأمور، من خلال تشددها ورفضها لمبادرات عربية لاحلال السلام وحل الدولتين، وبما يتفق مع مقررات الشرعية الدولية”.
وأكد أن “المنطقة تعيش على صفيح ساخن، ولا شك أن تورط سوريا ولبنان في هذه الحرب المؤلمة سينعكس تسعيرا لها، وهو ما يستدعي تضافر الجهود العربية والدولية لوقف هذه الحرب الخطيرة ومنع توسعها وضمان حماية السكان المدنيين”.
بدوره يقول الباحث والمحلل السياسي بسام البني للموقع: “رغم ضبط النفس الذي تمارسه سوريا، نجد أن إسرائيل ترفع وتيرة اعتداءاتها واستهدافها للأراضي السورية، وآخرها ضرب مطاري دمشق وحلب”.
وأضاف: “سوريا لن تدخل في حرب مباشرة مع إسرائيل إلا في حال إندلاع حرب شاملة مع إيران وحزب الله، كما وأن دمشق من دون ضوء أخضر من روسيا ودعم منها، لا يمكنها أن تحارب لوحدها”.
وأشار إلى أن “مواقف الكرملين والخارجية الروسيين، لا يوحيان بأن موسكو تريد أن يشتعل الشرق الأوسط، وتتسع المواجهة الجارية في غزة، لكن في النهاية تبقى كل الاحتمالات مفتوحة”.