اقتصاد

خسائر اقتصادية قياسية.. ماذا لو طال أمد الحرب في الشرق الأوسط؟!

كتبت “العربية”: قدّر استراتيجي الأسواق في بنك “هبوعليم” أكبر بنوك إسرائيل، مودي شافيرر، خسائره في الميزانية الحالية بنحو 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي (على الأقل 27 مليار شيكل ما يعادل 6.8 مليار دولار)، ما يعني زيادة العجز بما لا يقل عن 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي في العام المقبل. لتصبح الخسارة الأعلى منذ حرب تشرين الأول عام 1973.

تزيد تلك التقديرات على إجمالي خسائر الناتج المحلي الإجمالي من عملية “الجرف الصامد” كما أطلقت عليها إسرائيل، في غزة خلال تموز 2014، والتي بلغت خسائرها 3.5 مليار شيكل بنحو 0.3% من الناتج المحلي الإجمالي السنوي، وفقاً لتقديرات بنك إسرائيل. في ظل تلك الخسائر، التي قد تتفاقم بحسب الخبراء مع استمرار الاشتباكات دون وجود أي بوادر بشأن توصل الجانبين لاتفاق مبدئي، وبالإضافة إلى احتمالية دخول أطراف جديدة إلى الخط، يترقب الجميع التداعيات المحتملة للحرب في الشرق الأوسط على مستقبل الاقتصاد العالمي.

تصريحات عديدة شهدتها الأسواق من قبل مسؤولين وخبراء في هذا الإطار، وحتى اللحظة أغلبية التصريحات تحذر من 3 أمور أساسية وهي:

التأثر المحتمل لأسواق الطاقة بحال دخول إيران الحرب رسميا
التداعيات التضخمية على الأسواق
المخاوف من احتمالية إطالة أمد الحرب في غزة

ويعتبر بعض الخبراء أن للعقوبات المحتملة على إيران تداعيات مباشرة على الإمدادات مما قد يضغط أسعار الطاقة نحو الارتفاع. في المقابل، يعتبر البعض أن إيران تعمل على تعزيز إنتاج وصادرات النفط الخام على الرغم من العقوبات الأميركية التي تستهدف على وجه التحديد صناعة النفط باعتبارها حيوية لميزانية البلاد.

ويبدو أن هذه العقوبات لا ترقى إلى النية المعلنة المتمثلة في خفض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر.

وقال الرئيس التنفيذي لـ”Pioneer Natural Resources” سكوت شيفيلد، في مقابلة مع “CNBC” الأميركية، إن أسعار النفط قد ترتفع كثيرًا إذا شاركت إيران في الحرب بين حماس وإسرائيل.

كما قال كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي، بيير غورينشاس، الثلاثاء، إن الأوراق البحثية للصندوق تشير إلى أن زيادة أسعار النفط 10% ستؤدي لخفض الناتج العالمي بنحو 0.2% العام المقبل، بالإضافة إلى زيادة التضخم العالمي 0.4%.

ورغم أن إسرائيل ليست منتجاً رئيسياً للنفط، لكن ما يقرب من 30% من إنتاج النفط في العالم يحدث في بلدان مجاورة.

ماذا لو طال أمد الحرب؟
حتى الآن لا يمكن تحديد مدى تأثر الاقتصاد الإسرائيلي أو حتى التداعيات على الاقتصاد العالمي للحرب الجارية دون احتساب عدد الأيام التي استمرت فيها الاشتباكات بين الطرفين وما مدى حدة التصعيد.

ولكن يمكن أخذ فكرة أولية من خلال المقارنة مع مدى تأثر الاقتصاد الإسرائيلي في حربه ضد حزب الله في لبنان في عام 2006، والتي استمرت 34 يوماً.

قدّر اقتصاديون إسرائيليون الأضرار المباشرة لحرب 2006 بنحو 3.5 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي، وذلك بسبب تضرر القطاع السياحي والتجارة وتوقف الأعمال وارتفاع نسبة الهجرة والاستدعاءات العسكرية.

وكانت ربع الشركات في شمال إسرائيل معرضة لخطر الإفلاس بعد الحرب. وقالت غرفة التجارة الإسرائيلية إن إجمالي إيراداتها المفقودة بلغ نحو 1.4 مليار دولار.

على الصعيد البيئي، تم إحراق أكثر من 3 آلاف فدان من الغابات وتدمير 10 آلاف فدان أخرى من الحدائق بسبب حوالي 450 حريقًا أشعلته الصواريخ. وقدرت تكلفة إعادة تأهيل هذه المناطق بـ 18 مليون دولار.

وبهذا، واستنادا لدراسة “هبوعليم”، تعتبر الأضرار الاقتصادية الناتجة من الاشتباكات الحالية (لأول 5 أيام) هي قرابة ضعف الخسائر المالية التي عانت منها تل أبيب خلال حربها ضد حزب الله التي استمرت لـ34 يوما.

زر الذهاب إلى الأعلى