كتب جان زغيب
تزامنا مع الانحدار الذي يشهده لبنان على كافة المستويات ينصبّ التركيز على الإنهيار الاجتماعي والتفكك الكبير الذي ستشهده المجتمعات في ظل آفات تنخر بالشوارع وتدخل المنازل دون حسيب او رقيب.
ويشهد مجتمعنا اليوم، فقدان التضامن الاجتماعي الذي يُعرّف على انه تعاون بين افراد المجتمع ويبني الروابط على أسس مشتركة دون أيّ تمييز مبني على عرق معين، أو جنس، أو أصل، أو سن، أو معتقدات وأفكار سياسية واقتصادية ويهدف الى تقديم المساعدة دون أيّ مقابل للجهة التي تستحق ذلك.
التضامن الاجتماعي قد يكون موجودا في بيئات عدة بلبنان ولكنه على اساس طائفي ومناطقي خارج عن المواطنة والوطنية. اذ ان مقاومة المحن الموجودة داخل كل لبناني لم تعد بين الأسرة والاصدقاء والاقارب وأضحت احادية مجبولة بالأنانية. فالمجتمع الذي تزداد به الغيرة، الحسد، الحقد ، الحزن وكل الصفات التي تقتل الروح المشتركة، مكتوب له ان ينقسم ويتفكك وصولا الى زواله.
لم يعد اللبنانيون ينسجمون ويتوحدون حتى داخل بلداتهم طالما ان ما بني على الرمال لا يشمخ ولا يصمد. يتغيّر كل شيء ونعود لنصبح كالبلاد الغربية حيث الجار لا دار له سوى داره.
اذاً أضحت مجتمعاتنا بحاجة لتكثيف التنشئة على كافة المستويات. تنشيط الذاكرة للتعلم من التاريخ. الاستماع اكثر من الكلام. عدم الاستهتار بالمحاضرات القيّمة. ملاقاة الاطباء والخصائيين في علم النفس والاجتماع. اعادة تصويب بوصلة الاهداف والتذكير بالقيم والمبادئ التي ساهمت باستمراريتنا.
جان زغيب
رئيس شركة اون ميديا للاعلام والتسويق
رئيس تحرير ومؤسس منصة جديدنا نيوز
ومنصات محلية ودولية
متخصص في الاعلام الرقمي والصحافة التوجيهة
