اخبار لبنان - Lebanon News

الديبلوماسية اللبنانية أمام أول امتحان

اجمعت المواقف الرسمية اللبنانية، في التعليق على الاعلان عن “صفقة القرن”، على التمسك بالمبادرة العربية لعام 2002 الصادرة عن قمة بيروت والتي تدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على الحدود التي تسبق احتلال إسرائيل للأراضي العربية في حرب عام 1967، وكذلك أن تكون القدس الشرقية عاصمة للفلسطينيين، مع التأكيد على حق العودة للاجئين.

لبنان معني؟!

ولكن هل ما كان يصح منذ 18 سنة يصح اليوم؟!

فقد شرح مرجع ديبلوماسي واسع الاطلاع ان “صفقة القرن” طرحت منذ نحو سنتين، وهذه الفترة كانت كافية، لكي تحضّر كل الاطراف على التكيف معها، وقد عرف مضمونها قبل الاعلان عنها، قائلا: ما كان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليعلن عنها لو لم يجر الاتصالات اللازمة، وبالتالي الحصول على تأييد علني او ضمني، وان احتفظت بعض الدول العربية بحقها بالتعبير عن الموقف السلبي الملتبس للحفاظ على ماء الوجه او للتجاوب مع القاعدة الشعبية.

واشار المرجع الى ان هذه الصفقة تعني ليس فقط الفلسطينيين بل الدول التي تستقبل الشتاة، وهي قد انهت كليا مشروع العودة علما ان قانون العودة هو بالاساس نظري نصت عنه المادة 149 من توصية الامم المتحدة، وقد انتهى كليا في اتفاق اوسلو ولغاية اليوم. وبالتالي فان صفقة العصر اكدت ما هو معروف ان عودة الفلسطينيين مستحيلة لا بل مرفوضة.

واضاف: هنا يدخل لبنان في هذا الموضوع كونه معني بهذه الصفقة لجهة وجود اكثر من 500 الف لاجئ على ارضه، اما بالنسبة الى القبول به او عدمه فان الامر يعود الى الفلسطينيين والسلطة الفلسطينية وممثلي الشعب الفلسطيني بان يقروا ما اذا كانوا يقبلون بهذه الصفقة بما يخص ارضهم.

وتابع: اما نحن كلبنانيين، وانطلاقا من اهمية تحييد البلد عن دائرة الصراعات فلا يمكن ان ندخل في لعبة التأييد والرفض بل علينا ان نطالب الولايات المتحدة بايجاد حل للفلسطينيين الموجودين في المخيمات اكان من خلال “صفقة القرن” او “صفقات اخرى”، محذرا من انه اذا بقي الفلسطينيون في لبنان يضاف اليهم جزء مهم من النازحين السوريين، فحكما لبنان سيدخل في اطار التغييرات الكيانية التي بدأت تحصل في دول المحيط من سوريا الى العراق.

لذا، شدد المصدر انه على لبنان ان يعلن خطة تحرّك ديبلوماسية تجاه الدول العربية والغربية والولايات المتحدة الاميركية لطرح اعادة انتشار اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان على ارض دولة اخرى، لديها قدرات مالية واقتصادية وجغرافية اوسع وكثافة سكانية اقل، معتبرا انه ليس مطلوبا من لبنان أن يرفض او يقبل الصفقة فهذا الشأن فلسطيني، بل المطلوب منه ان يطرح مشروع لبناني لاعادة انتشار الفلسطينيين الموجودين في لبنان على دول اخرى، لان لا احد يمكنه ان يقول اليوم انه ينتظر حق العودة الى فلسطين فهذا الامر انتهى.

..

واعتبر المصدر ان هذا الموضوع يشكل اول امتحان للديبلوماسية اللبنانية بعد تأليف الحكومة وكيفية التعامل معه، سائلا: هل سيكون على غرار ما كان يحصل في الـستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، على اساس ان القضية مقدسة وما رافق ذلك من مزايدة على منظمة التحرير… وما تبع ذلك من تداعيات وحروب على ارض لبنان؟ ام يجب ان نتعامل بواقعية ليس انطلاقا من قدسية القضية الفلسطينية انما من قدسية القضية اللبنانية، وبالتالي طرح مصير اللاجئين لديه بواقعية وموضوعية.

من جهة اخرى، وفي اول موقف له بشأن صفقة القرن، كان وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتّي قد اعلن ان الموقف اللبناني من خطة السلام الأميركية يستند إلى المبادرة العربية لعام 2002، داعيا لتحقيق سلام عادل بقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كاشفا عن اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة سيبحث، السبت المقبل، سبل إحياء نتائج قمة 2002 التي انعقدت في بيروت، ونتجت عنها المبادرة العربية.

وفي حديث الى سكاي نيوز عربية، أضاف حتّي: “لن تنجح أي محاولة لتحقيق سلام جزئي لا يضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”، مشيرا إلى أن “إسرائيل تقوم كل يوم بخطوات لمحاربة السلام”.

كما شدد حتي على اننا نتمسك بحق العودة للفلسطينيين، وهو حق قانوني وأخلاقي، ونشدد على رفض التوطين”. وختم: “لا أحد يتخلى عن الهوية الوطنية مقابل إغراءات مادية. لا يمكن إستلاب حق الشعب الفلسطيني مقابل مساعدات مالية.

ومنحت خطة السلام الأميركية، التي أعلن عنها الثلاثاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عدّة تنازلات لإسرائيل، فيما رفضها الفلسطينيون بشدة. وتشتمل الخطة على الاعتراف بضم إسرائيل للمستوطنات المبنية في الضفة الغربية المحتلة، وبالأخص في غور الأردن، في انتهاك للقانون الدولي وفقا للأمم المتحدة. كما تعترف الخطة بدولة فلسطينية، لكن من دون أن ترتقي لتطلعات الفلسطينيين في أن تمتد على كامل الأراضي المحتلة عام 1967.

ويريد الفلسطينيون أن يكون الشطر الشرقي من القدس عاصمة لدولتهم في المستقبل، لكن إدارة ترامب نقلت السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس التي اعترفت بها عاصمة “غير قابلة للتقسيم” لإسرائيل.

اخبار اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى