دفع إطلاق برنامج Chatbot المتقدِّم #ChatGPT في عام 2022 الجميع إلى الحديث عن الذكاء الاصطناعي. وضاعفت قدراته المتطورة من مخاوف تقدّمه، لدرجة أنّنا لن نتمكن قريباً من السيطرة عليه. هذا دفع بعض الخبراء وقادة الصناعة إلى التحذير من احتمالية أن تؤدي التكنولوجيا إلى انقراض الإنسان.
وقد رفض أستاذ اللسانيات نعوم تشومسكي، ChatGPT ووصفه بأنه “سرقة أدبية عالية التقنية”.
لسنوات، وفي مقالة نشرها أستاذ علم الأعصاب الإدراكي في جامعة بانجور الدكتور غيوم تيري، في مجلة Fortune، يقول إنّه كان مرتاحاً بشأن احتمال تأثير الذكاء الاصطناعي على الوجود البشري وبيئتنا، لاعتقاده دائماً بأنه مرشِد أو مستشار للبشر. لكن احتمال اتخاذ الذكاء الاصطناعي للقرارات وممارسة الرقابة التنفيذية، مسألة أخرى.
أحد الأسباب الرئيسية لعدم السماح للذكاء الاصطناعي بالحصول على سلطة تنفيذية هو افتقاره تماماً إلى العاطفة، وهو أمر بالغ الأهمية لاتخاذ القرار. بدون العاطفة والتعاطف والبوصلة الأخلاقية، تكون قد خلقت مختلاً عقلياً مثالياً. وقد يكون النظام هذا ذكياً للغاية، لكنه سيفتقر إلى الجوهر العاطفي البشري الذي يمكّنه من قياس العواقب العاطفية المدمّرة المحتملة لقرار عقلاني، وفق تيري.
عندما يتولى الذكاء الاصطناعي السيطرة التنفيذية
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات معالجة المعلومات وتحليل البيانات تقريباً، من أنماط الطقس إلى التحكّم في المركبات الذاتية القيادة إلى المساعدة في التشخيصات الطبّية. لكن هنا تبدأ المشكلات، عندما نسمح لأنظمة الذكاء الاصطناعي باتخاذ الخطوة الحاسمة من دور المستشار إلى دور المدير التنفيذي.
فبدلاً من مجرد اقتراح حلول لحسابات الشركة، ماذا لو مُنح الذكاء الاصطناعي تحكماً مباشراً، مع القدرة على تنفيذ إجراءات استرداد الديون، وإجراء التحويلات المصرفية، أو تخيّل نظام للذكاء الاصطناعي لا يوفر تشخيصاً يعتمد على الأشعة السينية فحسب، بل يمنح أيضاً القدرة على وصف العلاجات أو الأدوية مباشرة.
وقد تبدأ الشعور بعدم الارتياح تجاه مثل هذه السيناريوهات، وقد يكون السبب في حدسك هو أن هذه الآلات لا تمتلك “أرواحاً” حقاً، ليس لديها مشاعر مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالحواس والغرائز البيولوجية.
العواطف والأخلاق
الذكاء العاطفي هو القدرة على إدارة عواطفنا للتغلب على التوتر والتعاطف والتواصل بفعالية. ويمكن القول إن هذا مهم في سياق صنع القرار أكثر من الذكاء وحده، لأنّ أفضل قرار ليس دائماً هو الأكثر عقلانية.
ومن المحتمل أن يتضمّن الذكاء والقدرة على التفكير والعمل المنطقي في الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، حتى تتمكن من اتخاذ قرارات عقلانية.
سيناريوهات التخريب
ماذا عن تخريب أجهزة الاستشعار والمراقبين المتحكمين في المزارع؟ وماذا عن إغلاق أنظمة التدفئة التي يتحكم فيها الكمبيوتر في منتصف الشتاء، أو أنظمة تكييف الهواء في ذروة حرارة الصيف؟ وماذا عن إيقاف التحكم في الحركة الجوية عالمياً، أو ببساطة تحطّم جميع الطائرات التي تحلّق في وقت واحد؟ عادة ما تحلّق حوالي 22000 طائرة في الهواء في وقت واحد، وهذا يزيد من عدد القتلى المحتمل لعدة ملايين من الأشخاص.
إن كنت تعتقد أننا بعيدون عن أن نكون في هذا الموقف، فكّر مرة أخرى. فقد يقود الذكاء الاصطناعي بالفعل السيارات ويطير بالطائرات العسكرية بشكل مستقل.
