مع قرب انتهاء تعاملات الأسبوع الجاري، اليوم الجمعة، اتخذ الذهب منحى صعودياً مدعوماً بآمال رفع الفائدة الأميركية وكبح التضخم، كما اتجه النفط لتحقيق رابع مكاسب أسبوعية على التوالي، وتباينت مؤشرات الأسهم بين هابط ومستقر. فماذا في حركة مؤشرات أسواق المال؟
وارتفعت أسعار الذهب، اليوم الجمعة، مدعومة بآمال وقف مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم بعد اجتماعه المرتقب في يوليو/ تموز الجاري. وزاد سعر أونصة الذهب في التعاملات الفورية، 0.1% إلى 1970.69 دولاراً ليرتفع 0.7%، كما صعدت العقود الأميركية الآجلة 0.1% إلى 1972.8 دولاراً.
ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.3% إلى 24.82 دولاراً، فيما زاد البلاتين 0.5% إلى 958.4 دولاراً والبلاديوم 0.3% إلى 1281.61 دولاراً.
وتلقت أسعار الذهب دعماً من توقعات بأنّ مجلس الاحتياط الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة للمرة الأخيرة الأسبوع المقبل في إطار دورته الحالية للتشديد النقدي، فيما يتوقع اقتصاديون أن يرفع المجلس أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 25 و26 يوليو الجاري، علماً أنّ انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائداً.
صعود أسعار النفط
كما ارتفعت أسعار خام برنت اليوم، وسط تقييم الأسواق لاحتمالات إعلان إجراءات تحفيز اقتصادي في الصين بعد بيانات اقتصادية ضعيفة، فضلاً عن تراجع المخزونات في الولايات المتحدة وخفض الإمدادات من منتجين رئيسيين. وزاد سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 63 سنتاً إلى 80.27 دولاراً بحلول الساعة 04:25 بتوقيت غرينتش، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 62 سنتاً إلى 76.27 دولاراً. وكانت الأسعار قد أنهت أمس الخميس على ارتفاع طفيف.
وفيما يتعلق بالأسبوع ككل، يتجه خام برنت لتسجيل ارتفاع 0.5%، بينما يتجه الخام الأميركي لتسجيل زيادة 1.1%. ويعني هذا أنّ الخامين واصلا الارتفاع للأسبوع الرابع على التوالي.
وضغطت بيانات اقتصادية ضعيفة بالصين على أسعار النفط طوال الأسبوع بعدما أعلن ثاني أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم نمواً مخيباً للآمال في الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني، مما يزيد من احتمال التخلف عن تحقيق هدف الحكومة للنمو الاقتصادي السنوي البالغ 5%. إلا أن المعنويات في أسواق السلع انتعشت أملاً في أن تقوم الحكومة المركزية بالمزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم الاقتصاد.
انخفاض أسعار الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا
وفي السياق، ذكرت مصادر في قطاع الطاقة أنّ مصافي التكرير الآسيوية حجزت كميات شبه قياسية من الخام الأميركي للشحن في أغسطس/ آب لتحل محل مشتريات نفطية من الشرق الأوسط بعدما سببت الأسعار التنافسية والإمدادات الوفيرة فورة في عمليات الشراء. وتأتي قفزة الواردات من الولايات المتحدة بعد توقعات بطلب قوي من الصين على النفط البرازيلي في الربع الثالث وسط سعي آسيا لتعزيز مشترياتها من النفط الخفيف من الأميركتين، مما قلص الطلب على درجات خام مماثلة من الإمارات.
وقال متعاملون إن ما يتراوح بين 1.5 مليون و1.9 مليون برميل يومياً من الخام الأميركي، معظمه من غرب تكساس الوسيط ميدلاند، ستتجه إلى آسيا الشهر المقبل. ووفقاً لبيانات لتتبع السفن من “كبلر” فإنّ هذه الكميات ستكون أقل بقليل من المستوى القياسي الذي جرى تحميله في إبريل/ نيسان وبلغ 2.2 مليون برميل يومياً.
أزمة الرقائق تضعط على مؤشر نيكاي الياباني
على صعيد الأسهم، أنهى المؤشر نيكاي الياباني تداولات اليوم على انخفاض، متأثرا بتسارع تراجعات الأسهم المرتبطة بالرقائق التي تقتفي أثر نظيراتها في الولايات المتحدة. وهبطت أسهم عملاقي صناعة أشباه الموصلات طوكيو إلكترون وأدفانتست 5.6% و5.8% على التوالي الأمر الذي محا نحو 200 نقطة من المؤشر نيكاي. وهبط المؤشر نيكاي 186 نقطة أو 0.57% إلى 32304.25 نقطة.
وعلى النقيض، ارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً الذي لا يركز كثيراً على أسهم التكنولوجيا 0.06%. كما هبطت أسهم سكرين هولدنغز لتصنيع مكونات الرقائق ورينيساس إلكترونيكس لتصنيع الرقائق 4.9% و2.5% على التوالي. يأتي هذا بعد هبوط مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات 3.6% الليلة الماضية في أسوأ أداء يومي هذا العام.
ومحت الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أسهم الرقائق اليوم الجمعة أثر الارتفاع الذي شهدته أسهم نيدك لصناعة السيارات والتي زادت 10.4% على خلفية بيانات إيجابية. وكانت أسهم الطاقة الأفضل أداء، وارتفع مؤشرها الفرعي 1.4% مدعوماً بارتفاع أسعار النفط الخام.
أما في أوروبا، فشهدت الأسهم الأوروبية استقراراً في بداية التداولات اليوم، إذ بدد تراجع أسهم التكنولوجيا إثر توقعات متشائمة من شركة ساب للبرمجيات مكاسب شركات الطاقة التي تقتفي أثر أسعار النفط المرتفعة. واستقر المؤشر ستوكس 600 الأوروبي عند 463.72 نقطة بحلول الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش، ويتجه لتسجيل مكاسب طفيفة بواقع 0.6% خلال الأسبوع.
(رويترز، العربي الجديد)
