
غاب عن الذين ما نفكوا يهاجمون يمينا ويسارا شركة طيران الشرق الأوسط، ومديرها العام رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت، انه يوجد سياسة أجواء مفتوحة مطبقة في لبنان منذ العام 2001، وأنه يوجد ما يقارب 40 شركة طيران ومنها منخفضة التكاليف تستفيد من هذه السياسة وتسير العديد من الرحلات يوميا بين لبنان وأوروبا والامارات وتركيا وغيرها من الدول، ومنها Aegean Airlines، Aeroflot، Air France، Airline، Cyprus Airways، Egyptair، Emirates، Ethiopian Airlines، Etihad Airways، Iran Air، Iraqi Airways، Jazeera Airways، Kuwait Airways، LOT Polish Airlines، Lufthansa، Mahan Air، Qatar Airways، Royal Jordanian، Saudia، Scandinavian Airlines، Swiss International Air Lines، Syrian Air، TAROM، Turkish Airlines، UR Airlines، وأكثر من 17 شركة منخفضة التكاليف مثل Air Arabia، AnadoluJet، Cham Wings Airlines، Condor، Dan Air، Eurowings، Fly Baghdad flydubai، FlyOne، Meraj Airlines، Pegasus Airlines، Salam Air، Southwind Airlines، Sundair، SunExpress، Transavia، Vueling، والبعض منها يعتمد نظام الاغراق المتعمد في السوق عبر إرسال طائرات كبيرة وبمعدل اكثر من رحلة في اليوم وبأسعار منخفضة وهي بحالة تنافس دائمة. وهنا نسأل: أين الإحتكار؟
في الجواب على السؤال، يجب علينا، الا ننسى بأن فريقا سياسيا فشل في ادارة البلاد واوصلها الى الانهيار والى القعر، بينما بقيت شركة وحيدة ناجحة يريدون ضربها لاقفالها.
وعن الفرق بين الحصرية والإحتكار، لربما حصل نوع من الإلتباس لدى البعض، فالحصرية هي عدم إنشاء شركة ثانية في لبنان للحفاظ على قواعد السلامة العامة، كي لا تتحول كما حول البعض مؤسسة كهرباء لبنان الى “مزرعة لتربية الدجاج والصيصان”، في حين أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي عام 2011، صوتت على القرار بإجماع كبير، ومن مؤيدي القرار بالطبع كان من يهاجمون الميدل إيست اليوم! والأجدى بهم، أي المهاجمين، أن يسألوهم لماذا صوتوا في حينها.
وكما يعلم الجميع، فالMEA “مستغنية” عن الحصرية في لبنان، الا أنه لو أسس المنتقدون وأسيادهم مئة شركة طيران، ستكون إدارتها كإدارة المؤسسات التي فشلوا فيها، فيما أن الميدل إيست، صاحبة أحدث أسطول جوي وأهم طاقم بشري، بالتاريخ والفعل، لا بالكلام.
أما الكلام عن استضافة الميدل إيست لعدد من وجوه الإعلام والسياسيين، فليست شركة طيران الشرق الأوسط نقطة ببحر الكثير ممن يسيطر عليه الباغضون. أما في التسويق، ما تقوم به الميدل إيست مع الصحافيين والشركات هو أمر طبيعي جدا وجزء من الخطة التسويقية للشركة بهدف مزيد من الإعلانات وضمن خطة متكاملة، ولولا هذه الشركة، لكان مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت غارقا في العتمة لأن مؤسسة كهرباء لبنان، لم تستطع إضاءة “شمعة” في المطار!
وعن الإحتكار أيضا، فمن ينوي السفر يزور مئة موقع ليدرس الأسعار ويقارنها بين مختلف الشركات، أي مثلا من ينوي السفر الى فرنسا، سيبحث عن أسعار التذاكر عبر الخطوط الفرنسية وعبر Transavia وعبر MEA، ومن الطبيعي أن يختار الرحلة المناسبة بالسعر المناسب، فإذا كانت أسعار الـMEA وخدماتها غير منافسة لغيرها من الشركات، فحتما ستخرج عن الخدمة لأن أحدا لن يسافر عبرها بل عبر شركات أنسب للمسافر، فأين الإحتكار؟ أم أن القصة “شوفيني يا منيرة”؟ أم أن هناك فريقا كان ولازال مختصا بتدمير المؤسسات وقرر تدمير نجاح الميدل إيست؟
أربعة آلاف عائلة لبنانية تعيش تحت سقف الميدل إيست! والخلاصة الوحيدة التي نخرج بها، أن هناك مشروعان اثنان، المشروع الأول هو الذي وصل الى العالمية بأحدث أسطول وموظفين وإدارة على رأسها محمد الحوت، والمشروع الثاني هو الفاسد المتعاقب.