هل يحضر أزعور وفرنجية جلسة الانتخاب غداً؟

غداً، الأربعاء 14 حزيران، سيكون إسما المرشحَين لرئاسة الجمهورية، سليمان فرنجية وجهاد أزعور، الأكثر ترديداً في مجلس النواب. لكن الرجلين لن يكونا موجودين في القاعة.
صحيح أن “ملائكتهما” حاضرة نيابة عنهما، إلا أن حضور الجلسة يتطلب إذناً مسبقاً، وطلباً من مجلس النواب، وهو ما لم يطلبه المرشحان.
وحده سفير بلجيكا اتصل طالباً حضور الجلسة، كما فعل ذلك أحد أعضاء المجلس الدستوري.
يؤكد أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر لـ”المدن” أن “لا ضرورة لحضور المرشحين. عادة حين تكون الصورة واضحة وعملية الانتخاب متوافق عليها ومؤكدة، فإن المرشح يحضر كونه سيُنتخب رئيساً، وبالتالي سيقسم اليمين. لكن اليوم الصورة العامة ضبابية (flou) وبالتالي لن يحضر أحد”. ويؤكد ضاهر أنه “بعد ما حصل مع ميلاد ابو ملهب (صراخ وفوضى) يُمنع على أيّ كان من دخول الجلسة إلاّ بإذن مسبق. ولم يطلب أحد من المرشحين الحضور. وفي أي حال ليس الموضوع مستحباً”.
عون حضر سليمان غاب
في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، كان ميشال عون حاضراً كونه نائباً في البرلمان. وبعد انتخابه أقسم اليمين فوراً.
في انتخاب الرئيس الأسبق ميشال سليمان، وعلى الرغم من التوافق على انتخابه في اتفاق الدوحة الشهير، إلا أنه تابع الجلسة من وزارة الدفاع كقائد للجيش. وبعيد انتخابه، توجه الرئيس نبيه برّي إلى وزارة الدفاع، ورافقه إلى المجلس النيابي الذي دخله كرئيس، وليس كمرشح، لأداء قسم اليمين.
استعادة جلسة 1970
في سياق متصل، شبّه كثيرون في الأيام الماضية، جلسة الغد، بجلسة انتخاب سليمان فرنجية الجدّ وفوزه بفارق صوت واحد على منافسه حاكم مصرف لبنان يومها، الشهابي الياس سركيس.
إلا أن التشبيه ليس دقيقاً. صحيح أن كثراً من “الحالمين” يطمحون إلى تنافس ديموقراطي في المجلس، ينجح إثره من ينل أكبر عدد من الأصوات، إلّا أن واقع الأمور لا يشي بمثل هذا الإحتمال.
كما أن اصطفافات اليوم وحساباتها مغايرة تماماً لما كانت عليه جلسة انتخاب عام 1970.
في السياسة، كان فرنجيّة الجدّ، على نقيض فرنجية الحفيد، يحظى بتأييد القوى المسيحية المؤثرة من كميل شمعون إلى ريمون إده وبيار الجميّل. كما كان فرنجية مرشح كمال جنبلاط وجبهة النضال الوطني، باستثناء النائبين معروف سعد وبهيج تقي الدين. وهو تحالف عريض، يقف ورثته اليوم في مواجهة رئاسة سليمان الحفيد.
في تلك الجلسة، وبعد فوز فرنجية بـ50 صوتاً مقابل 49 صوتاً لسركيس رفض رئيس المجلس صبري حمادة إعلان النتيجة، وانسحب إلى مكتبه وهو يصر على إعادة الانتخاب. وبينما كان كميل شمعون، ومعه أقطاب الحلف الثلاثي، يطالبون نائب الرئيس ميشال ساسين بإعلان نتيجة فوز فرنجية، قام النائب رينيه معوض بالاتصال بالرئيس فؤاد شهاب الذي طلب منه إبلاغ حمادة بوجوب إعلان فوز فرنجية. وهذا ما قام به معوض برفقة النائب يومها، رشيد كرامي وأبلغاه انه إذا أعاد الانتخاب فسيصوتان لفرنجية.
هذه “المونة” أو”التهديد” المبطن الذي مُورس على حمادة الشهابي، لا يمكن أن ينسحب على الرئيس نبيه برّي. فهو يدير الجلسة والسياسة والتوازنات من موقع المرجعية التي تُسأل ولا تَسأل. وبالتالي، لن يرضى إلا بالشراكة الكاملة في اختيار الرئيس، ولن يُحجم عن إعلان فوز أي مرشح حتى لو اضطر إلى خوض “الجهاد الاكبر” في مواجهته، كما توّعد وفعل مع عهد عون.
دنيز عطالله – المدن