The News Jadidouna

فشل أم صنع فارقا.. ماذا قدم رونالدو بموسمه الأول في السعودية؟

حين انتقل الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى نادي النصر السعودي، رافقته حملة إعلامية ضخمة، وبفضل الصفقة الخيالية أزاح منافسه السابق ليونيل ميسي من صدارة قائمة “فوربس” للرياضيين الأعلى ربحا في عالم الرياضة.

لكن القصة كانت مختلفة على أرض الملعب.

فعندما وصل إلى الرياض، في كانون الثاني الماضي، كان نادي النصر يتصدر الدوري السعودي، لكن فريق رونالدو أنهى الموسم وهو يحتل المرتبة الثانية خلف الاتحاد الذي حقق لقبه الأول منذ 14 عاما.

وانتهت مباراة السبت، بين النصر والاتفاق، بالتعادل بهدف لكل منهما، بينما فاز الاتحاد على الفيحاء بثلاثية نظيفة، مما أدى إلى تخلف النصر بخمس نقاط عن الاتحاد، في حين أنه لم يتبق سوى مباراة واحدة.

وتمثل هذه النتيجة انتكاسة جديدة للنجم البرتغالي، الذي خرج مع فريقه قبل ذلك من نصف نهائي الكأس بخسارته أما الوحدة بهدف نظيف.

وقبلها فقد النصر، بقيادة رونالدو، كأس السوبر السعودية بعد خسارته أمام الاتحاد في نصف النهائي (1-3).

كل هذا رغم أن رونالدو بات، بفضل عقده الخيالي مع النصر، الرياضي الأعلى أجرا في العالم عام 2023، بدخل بلغ 136 مليون دولار، متقدما على الأرجنتيني ليونيل ميسي والفرنسي كيليان مبابي، حسب تصنيف لمجلة “فوربس” السنوي نُشر مطلع ايار الحالي.
وأدت هذه الإخفاقات إلى تساؤلات بشأن سبب تردي وضع نادي النصر رغم توقيعه مع الأسطورة رونالدو.

“رجل أفضل الآن”؟
اعترف رونالدو مؤخرا، خلال مقابلة مع قناة “سبورت تي في بلس” في مارس، بأنه خاض “مسيرة مهنية سيئة” خلال الفترة الثانية التي قضاها مع مانشستر يونايتد، والتي انتهت بمغادرته، قائلا إن ذلك ساعدة على النضوج ” أنا رجل أفضل الآن”.

على أرض الواقع، قد يكون رونالدو أكثر نضجا لكنه بالتأكيد ليس شخصية أكثر هدوءا، بحسب موقع “غول”.

فالشخصية التي رأيناها في السعودية أكثر عدوانية وغضبا، عندما ركل زجاجة ماء، وعندما رفض تبديل القمصان، وتوجيه إيماءة سيئة لجماهير الهلال، وحتى الاحتكاك الصعب مع لاعب من الفريق المنافس، بأسلوب المصارعة.

كل هذه الأمور وغيرها، أدت إلى رواج دعوات لطرده من الدوري السعودي وفسخ التعاقد معه، لكن النادي كان دائما يقف مع اللاعب، ويبرر أفعاله.

ويشير الموقع إلى أنه من الجدير بالذكر طرح تجربة رونالدو في السعودية من كل الزوايا، مثل تحمله المزيد من التركيز الإعلامي على حياته الخاصة منذ وصوله إلى المملكة.

فقد خرجت تقارير تفيد بأن علاقته بصديقته جورجينا رودريغيز كانت على المحك بعد مشادة على متن طائرة في نيسان. لكن روديغيز ردت على هذه التقارير على إنستغرام بأن “الحسد يخترع الشائعات.. والثرثرة تنشرها.. والأحمق يصدقها”.
كان على رونالدو وروديغيز التعامل مع التدقيق في حالتهما الزوجية، نظرا لأنه من غير القانوني للشريكين غير المتزوجين أن يعيشا سويا في السعودية. لكن يبدو أن رونالدو وجورجينا حصلا على استثناء.

كما خرجت تقارير تفيد بأن روديغيز غير سعيدة في المملكة وتريد العودة إلى أوروبا، وتقارير أخرى بأن الدون غير راض عن البنية التحتية الرياضية في السعودية.

وبالعودة إلى أداء رونالدو في الملاعب، فقد أحرز الفائز بالكرة الذهبية خمس مرات هدفا في أول مباراتين تنافسيتين له مع النصر، ثم حصل على لقب أفضل لاعب في الدوري السعودي للمحترفين لشهر شباط بعد تسجيله ثماني مرات في أربع مباريات فقط.

وحتى الآن، تمكن رونالدو من تسجيل 14 هدفا في 19 مباراة، وهو أمر ليس سيئا للغاية، حتى لو جاءت خمسة من تلك الأهداف من ركلات جزاء.

ورغم ذلك، طالت رونالدو انتقادات بسبب عدم قدرته على المراوغة بالكرة حاليا بشكل جيد بسبب كبره في السن (38 عاما)، وأن ما كان يفعله قديما، من ترك المدافعين يلهثون خلفه أصبح من الصعب تكراره.

مدرسة
يشير الموقع إلى أنه منذ قدوم رونالدو إلى نادي النصر، أصبح له تأثير إيجابي على بقية الفريق، إذ ألهم من حوله لرفع معاييرهم عندما يتعلق الأمر باللياقة والتدريبات.

ويتحدث البعض عن أن رونالدو هو أول من يصل إلى ملعب التدريب وآخر من يغادر، وأن بعض اللاعبين أصبحوا يقلدونه وبدأوا في التدريب بشكل مكثف واتباع نظام غذائي أكثر صرامة.

علاقته مع اللاعبين والمدرب
أجبر توقيعه بشكل أساسي، المهاجم فينسنت أبو بكر على الخروج من النادي. ومع ذلك، كشف الدولي الكاميروني لاحقا أن رونالدو حاول بالفعل إقناعه بالبقاء.

وعندما أثيرت الدهشة بشأن تسليم رونالدو على الفور شارة الكابتن، أصر لاعب خط الوسط جلال الدين مشاريبوف على أنه لا أحد في الفريق، ولا حتى القائد السابق عبد الله مادو، لديه مشكلة في القرار.

أخفق رونالدو في قيادة نادي النصر إلى لقب الدوري. ومع ذلك، يلقي البعض باللوم على هذا الفشل المفاجئ على عاتق المدرب السابق رودي غارسيا.

في الواقع، بدأت المشكلات بعد الخسارة 3-1 أمام الاتحاد في كأس السوبر السعودي في 26 كانون الثاني، عندما ألقى غارسيا باللوم على إهدار رونالدو لفرصة محققة، معربا عن أنها “من الأمور التي غيرت مسار المباراة”.

وبعد شهور من التوتر الشديد بين رونالدو وغارسيا، وصلت الأمور إلى ذروتها بعد التعادل السلبي مع الفيحاء في التاسع من نيسان.
وبعد أربعة أيام من انتقاد غارسيا لأداء اللاعبين، تم الاستغناء عن خدمات المدرب.

ورغم أن رونالدو أشاد بالمدرب المطرود من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، تردد على نطاق واسع أن المهاجم لعب دورا أساسيا في رحيله.

وتدور الآن تكهنات متزايدة بأن النادي سيحاول جلب مدرب رفيع المستوى مثل جوزيه مورينيو أو زين الدين زيدان لضمان النجاح في الموسم المقبل.

ويرى الموقع أنه إذا كانت نوبات غضب رونالدو وفشله مع غارسيا قد أثبتت أي شيء، فهو أنه يظل شخصية تنافسية بشدة، وأنه لا يزال مستميتا من أجل مواصلة تسجيل الأهداف، بغض النظر عن المستوى.

ورغم أن الحديث عن العودة إلى أوروبا لن يزول قريبا، فإنه لا يزال من غير المرجح أن يستقدمه أي ناد كبير سيشارك في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فرونالدو “لم يقدم ما يكفي في الدوري السعودي للمحترفين للإشارة إلى أنه لا يزال فعالا كلاعب بقدر ما هو كأداة ترويجية”، بحسب الموقع.

الحرة

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy