The News Jadidouna

رئيس مجلس إدارة مجموعة CMA CGM… رودولف سعادة: أنا لا أراهن على لبنان، أنا لبناني

كثر الحديث اخيرا، بل توجيه التهم، الى شركة #CMA CGM بانها تفيد من السياسات الفرنسية، بل تستغلها، لتحقيق مكاسب في لبنان، علما ان الشركة التي يملكها لبنانيون فرنسيون، تملك استثمارات عدة في البلد، وهي شيدت مكاتبها الجديدة في قلب العاصمة لتكون شريكة في اعادة اعمار وسط بيروت. مع رئيس مجلس ادارة المجموعة #رودولف سعادة كان لـ”النهار” هذا الحديث:

فرنسا معنيّة اليوم مباشرة بالملف الرئاسي اللبناني. أنتم تعتبرون من المقربين إلى الرئيس إيمانويل ماكرون والبعض يلوم باريس بأنّها تحدّد سياستها اللبنانية وفقاً لمصالح CMA CGM ما ردّكم على ذلك؟
أقدّر الرئيس ماكرون والعمل الذي يقوم به.أما في ما يتعلق بلبنان، من الطبيعي أن تحاول الدول الصديقة، مثل فرنسا، تقديم المساعدة والمشورة كذلك التأكد من إيجاد حلّ سريع، لكنّ الأمر في نهاية المطاف بين أيدي اللبنانيين.

هل لكم تدخّل في هذا الملفّ؟ ألا تتحدّثون إلى الرئيس ماكرون في هذا الموضوع؟
أنا لا أتعاطى الشأن السياسي لا في لبنان أو فرنسا، لكننّي جدّ مهتمّ بكلّ ما يحصل في هذين البلدين. في ما يخصّ لبنان، أتمنى التوصّل الى حلّ سريع وأن يتمّ انتخاب رئيس، وتشكّل حكومة وينهض البلد من جديد. أما متى وكيف سيتحقّق ذلك، فالموضوع ليس بين يديّ.

في شباط 2022، فزتم بعقد إدارة وتشغيل وصيانة محطّة الحاويات في مرفأ بيروت. ما هو تقييمكم لهذه العملية بعد عام ونيّف؟
يشمل نطاق عملنا في لبنان، النقل البحري، الخدمات اللوجستية وأنشطة أخرى من خلال الشركة القابضة للمجموعة، ميريت. أما في ما يتعلق بمحطة الحاويات في مرفأ بيروت، أردت الحصول على الامتياز بعد المشاركة في مناقصة دولية لأنّ الأمر له أهمية من نواحٍ مختلفة. في الدرجة الأولى، لأنّي جدّ مؤمن بلبنان . في الدرجة الثانية، لأن الموقع الجغرافي للمحطة مثالي. وأخيرًا لأن سفننا كانت ترسو في هذه المحطة منذ سنوات ويفضّل التوقف في محطة تدخل ضمن نطاق عمل المجموعة.

في السيناريو الأكثر تفاؤلاً ، وعلى نطاق محلي وإقليمي ، ماذا يمكن أن يحدث لمحطة الحاويات في بيروت؟
يعدّ وجود العملاء، أمراً أساسياً لعمل المحطّة بشكل جيّد. لم نشهد للأسف اليوم، عودة كبيرة لسفن شركات الشحن. معظم خدمات الشحن تقدّم للسوق عبر المسافنة وفي قوارب صغيرة.
نحن المجموعة الوحيدة التي ترسل سفن كبيرة لتفرغ حمولتها في مرفأ بيروت.هناك بعض العملاء غير مرتاحين حول فكرة تفريغ حمولتهم في لبنان.نحتاج لجذب المزيد من البضائع، لتحسين ربحية المحطة. لذلك، يجب أن تستعيد الشركات الأجنبية الكبرى، الثقة بلبنان، الأمر الذي يفترض بشكل خاص وجود استقرار سياسي معيّن.

لنتحدّث عن ملفّ ” ليبان بوست”. قلتم في البداية أنكم غير مهتمين بالاستحواذ عليه قبل تلبية نداء العروض في اللحظة الأخيرة والفوز، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً. هل غيّرتم رأيكم أو كانت استراتيجة موضوعة منذ البدء؟
تتولّى إحدى شركات CMA CGM الخدمات اللوجستية ومن ضمن اللوجستيات، هناك ما يطلق عليه تسمية “الميل الأخير”. لقد قمنا العام الماضي بشراء شركة Colis Privé في فرنسا، والتي تزاول هذا النشاط، وبالتالي لدينا خبرة في هذا المجال. لذلك، عندما علمت أنه سيتم طرح ليبان بوست في السوق، أبديت اهتمامي لسببين. من جهة، لأنّ الأمر يتعلّق ببلدي وأريد مساعدته، ومن جهة أخرى لأنّ نطاق العمل مكمّل للخدمات التي نقدّمها.

لماذا اتّخذ قراركم في هذا المنحى إذاً؟
حين أدخل في مشروع، أتمنى أن يبدي الجميع ارتياحه، بكوننا موجودين هنا وكون البلد يمرّ بفترة معقدة،
كان لدي انطباع بمرحلة ما، بأنّ ما أرادت وزارة الاتصالات القيام به مع ليبان بوست لم يكن واضحًا تمامًا. هذا هو سبب عدم تقديم عرض في البداية وإبداء الاهتمام بهذا الملف. لكن حين تعمّقنا أكثر في الموضوع، شعرنا بأنه يتعيّن علينا تقديم عرض وفزنا.

ألغت وزارة الاتصالات الفوز بعد أسبوعين، وقررت اتباع القرار الصادر عن هيئة الشراء العام وعملت بالتالي على فضّ العرض. سيتم إطلاق دعوة جديدة لإعادة المزايدة. هل مازلتم مهتمين بالمشاركة؟
نعم ، سأقدم عرضاً مرة أخرى لأنني أرى المشروع مثيراً للاهتمام ولا أرى من اختصاص الدولة إدارة ليبان بوست. لن أمتنع أبداً عن الدخول بالمناقصة مع شريك أخر وليربح الأفضل .

هل تراهن على لبنان؟
كلا ، أنا لا أراهن على لبنان. أنا لبناني.

لكن لم يعد الكثير من اللبنانيين يؤمنون بأنه من الممكن القيام بشيء ما في هذا البلد؟
أتفهّمهم لأنني في بعض الأحيان أقول الشيء نفسه. عندما أرى الأمور على حالها، أتساءل إذا يستحق الأمر القيام بكل ذلك في لبنان. لكنّ هذه الأفكار تدوم بضع ثوان ثم أنطلق من جديد.

لماذا استحوذت ميريت على شركة الرفاعي عام 2021 ؟
لأننا جميعًا من كبار المستهلكين لهذا المنتج في العائلة. لقد تحوّل هذا الاستثمار من استثمار محبّب إلى قلبنا إلى استثمار تجاري. لدينا اليوم سبعة متاجر في لبنان ، واحد في باريس وآخر قيد الإنشاء. ونخطط لفتح متجر في لندن أو في مكان آخر من العالم. كجزء من نشاطنا المرتكز على التنويع، أرغب في وجود قسم خاص”بالأطعمة والمشروبات”. هناك رفاعي، ولكن هناك أيضًا مورد للشوكولا باسم ” ‘Souchet ونتطلّع لاستثمارات أخرى محتملة في محاولة لمساعدة جميع المنتجات اللبنانية المحلية.

لقد أطلقتم في عام 2020 “The Hub” وهو مركز في بيروت مخصّص للتنمية الرقمية. كيف يسير المشروع؟
تنخرط شركة CMA CGM بشكل كبير بكلّ ما هو رقمي. نعمل على تطوير تطبيقات لعملائنا خاصّة بالشحن وكان علينا إيجاد مكان في العالم يمكننا العمل فيه على هذا التطوير. بدأنا بتوظيف عدد قليل من الأشخاص ولدينا اليوم 160 شابة وشاب يعملون في المركز، وبالأخصّ في مجال الذكاء الاصطناعي.في هذا السياق أرغب في الإعلان عن فتح ” l’Ecole 42″ خلال بضعة أشهر في بيروت وهي (مدرسة للتشفير أسسها كزافييه نيل NDLR). بعد مناقشة الأمر مع كزافييه نيل ارتأينا ضرورة فتح أبوابها في بيروت. ستؤمن التدريب ل150 طالبًا كل سنة، سيحصلون على دبلوم فرنسي برسوم دراسية مجانية. يدلّ ذلك على استمرار إيماننا بهذا البلد وفئاته الشابة. لا يوجد شيء أسوء من رؤية البلاد تفرغ من شبابها. تسعدني عودة بعض الشباب الذين غادروا لبنان مؤخرًا. الأمر متروك إذاً لنا لنقدم لهم حلولًا ذكية كي يبقوا.

لديكم 2000 موظّف في لبنان، هل أنتم مستمرون في التوظيف؟
مستمرون في التوظيف في جميع أقسامنا وسوف ننهي العام مع 2500 موظف، الأمر الذي سيجعلنا من أكبر المؤسسات الخاصة في البلاد من ناحية عدد الموظفين. كما أنّ مؤسسة CMA CGM حاضرة جدًا في مجال التعليم والمساعدات الإنسانية.

المصدر: النهار

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy