The News Jadidouna

“التوازن في الادوار” ورقة لبنان الاخيرة… الاتفاق السعودي – والايراني والاختراق الكبير – جان زغيب

"التوازن في الادوار" ورقة لبنان الاخيرة... الاتفاق السعودي - والايراني والاختراق الكبير - جان زغيب

كتب جان زغيب

لا شك بأن الاتفاق السعودي الايراني وعودة العلاقات الدبلوماسية بشكل نقطة تحول في الملفات على الصعيد الاقليمي والدولي خصوصا مع الدور الذي لعبته الصين والذي اقتصر دورها في السنوات الماضية في دائرة الاقتصاد والتجارة. وبعد استعدادها للعب أدوار أكبر وتكريسها كعراب للاتفاق تتجه الانظار الى واشنطن التي تراقب بصمت ما يحصل في الشرق الاوسط وسط التحدي الجديد على المستوى الدولي.

وتعتبر السعودية عودة العلاقات ورقة رابحة لانهاء ملف اليمن مرورا بالعراق وسوريا ووصولا الى لبنان باعتبار ان خفض التوتر بين دول الخليج وايران يسمح لها بتحقيق طموحها الاقتصادي الصناعي والتكنولوجي. مع العلم ان حجم التجارة بين الصين والسعودية يتخطى 80 مليار دولار كما وان الصين وايران وقعتا عقودا بقيمة 400 مليار لمدة 25 عاما.

اما ايران فقد ظهرت في هذا الاتفاق كمفاوض مسالم بعد اعتبارها دولة ارهابية وصولا الى شيطنتها على مدى سنوات عديدة وتصويرها على انها رأس حربة في معركة شيعية ضد السنة في العالم الإسلامي. واكدت بذلك انها بوابة اساسية الى السلام في الشرق الاوسط بسبب اذرعتها المنتشرة في بعض الدول العربية كما وان الاتفاق بين إيران والسعودية قد يكون له آثار واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، ويقلل من فرصة نشوب صراع مسلح بين الخصمين الإقليميين.

في الاطار نفسه ، يراقب العالم ردة فعل واشنطن التي سارعت في الترحيب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط كما جاء على لسان المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي. ولكن تعاظم الدور الصيني سياسيا على حساب ضعف النفوذ الاميركي والاختراق الكبير الذي ينذر بتغيّر استراتيجي في الشرق الاوسط فقد يخلق توترا جديدا مع الولايات المتحدة واسرائيل أو ينجح بفعل المصالح الاقتصادية بخلق فرصة تنتظرها تلك الشعوب منذ انشائها.

على الصعيد اللبناني، وعلى وقع انهيار العملة اللبنانية والغلاء بالتزامن مع اقفال المصارف واضراب المدارس وصولا الى الوضع المزري على كافة الصعد، بدأت التحليلات والتوقعات الوهمية التي ترضي كل طرف وتجعله منتصرا علما ان كل الاطراف بدأت الحراك للبحث عن مكان لها في التموضع الاقليمي الجديد. فعودة العلاقات ستتزامن مع مرحلة تبريد في كل دول المنطقة وسيريح الوضع العام في لبنان ولكنه لن يؤثر حاليا وبشكل سريع على الانهيار الحاصل خصوصا وان الامر يحتاج لتقارب داخلي ولمقاربة لبنانية لبنانية تستفيد من المناخات المؤاتية في المنطقة من اجل معالجة اوضاع لبنان المالية والاقتصادية.

من منظور اخر، قد يساهم الاتفاق في اعادة التوازن ما بين الدور السعودي والايراني إن في لبنان او في الدول التي تعاني من نزاعات وهذا ما قد ينعكس ايجابا في الملفات التي تمنع قيام وازدهار الدولة اللبنانية.

وتشير المعطيات الى انه لا مفر من المرور في بنود اصلاحية لا بل ان الدول الاقليمية والدولية لن تبدي ارتياحها للمنظومة او لمن فشل في معالجة الملفات حتى اللحظة باعتبار انها تهدد مصالحها الاقتصادية وخططها المستقبلية.

جان زغيب
ناشر ورئيس تحرير منصة جديدنا
رئيس تنفيذي لشركة اون ميديا
متخصص في تكنولوجيا المعلومات والاعلام الرقمي والتوجيهي

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy