بعد الفضائح المتكرّرة… المطلوب انتفاضة قضائيّة

هل تجوز الكتابة عن القضاء بعد، وقد بلغ وضعه حدّ “المسخرة”، بين بياناتٍ وقراراتٍ وتغريدات؟

يقول قاضٍ: “ما فيي آخد هيك قرار بيقوموا عليي”، ويقصد بعض السياسيّين وجمهورهم. وتردّ قاضية على رئيس الحكومة ووزير الداخليّة عبر “تويتر”. ويصدر بيانٌ باسم مجلس القضاء الأعلى من دون أن يجتمع ومن دون موافقة جميع أعضائه.
قضاءٌ يكاد يفتقد القامات وأصوات الحقّ، وقد باتت نادرة، كما الدولار في أيدي الفقراء.
قضاءٌ لم يقم بواجباته ما قبل ٢٠١٩، بل كان أداةً بأيدي السياسيّين، ولا قام بواجباته بعده حين انهار البلد وانكشف عري القضاء، وما أبشع هذا العريّ.

يتحمّل القضاء مسؤوليّةً كبيرة عمّا بلغناه في لبنان. وكما يُحكى عن إعادة بناء الدولة وإعادة هيكلة المصارف، يجب أن يُحكى عن إعادة بناء القضاء لأنّه مدمّر اليوم. أمّا ما يكتبه ويقوله بعض القضاة الحريصين فهو أشبه بقصائد البكاء على الأطلال. المطلوب انتفاضة قضائيّة. وطبعاً، ليس على طريقة نادي القضاة الأشبه بالجبل الذي تمخّض فولد فأراً.
mtv