
فت متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، إلى أن “دَينونَةَ البَشَر الذين لا يعـرفون المحبةَ كَبيرَةٌ”، سائلا: “فَكَيْفَ إِذا كانوا مِنَ المَسؤولِينَ عَنْ شَعْـبٍ بِأَكْمَلِه؟”.
وأضاف في عظة قداس أحد المرفع: “سنواتٌ مرَّتْ والأَوْضاعُ السـياسـيّةُ والإقـتـصـاديّـةُ تَـنـهارُ، وعُـمْلَتُنا الوَطَنِيَّةُ تَتَدَهْوَرُ إلى حَضيضٍ غَيرِ مَــسبوق، ولم نَشـهدْ جَـهداً مِـنْ أجلِ إنقاذِ الشَّـعْبِ مِنْ هَـذا المَــصيـر”.
وسأل عوده: “هل انتفى الشعورُ الوطنيُّ، أم أنَّ غِيابَ الشـعورِ الإنــسانيّ يُفقِدُ الإنـسانَ إنسانيّتَه فيـتـحوّلُ إلى وحشٍ بشـريٍ لا يفكِّرُ إلاّ بأناه ولو على حسابِ الآخَرِ المريضِ والجائعِ والموجوع؟ ألا يَخجلُ كلُّ مَنْ يُـسـمّي نفـسَه مسؤولاً أو زعيماً مِنْ تَحويلِ الشعبِ اللبنانيّ الحيّ والمُبدِع إلى شـعبٍ خائفٍ وجائعٍ ومُتَسوِّلٍ وطالبٍ للهـجرة؟ ألا تـخجلون مِنْ عِنادِكم ومِنْ تشبُّثِكم بمواقفِكم وتقديمِ مَصالحِكم ومَصالحِ مَـنْ تَرْتَبِطون بهم على مصلحةِ بـلدِكم وشـعبِكم؟ كــيــف تــعــيــشــون مــع ثِــقْــلِ الآثامِ التي ترتكبونَها بحقِّ وطنِكم؟ ألا يُحَركَ الوضعُ الذي أوصَلْتُم البلدَ إليه ضمائرَكم؟ وهل القائدُ قائدٌ لجمـاعتِه أم على مستوى الوطن؟ وهل المسؤولُ مـسؤولٌ عن طائفتِه أم عن الوطن؟”.
وتابع أسئلته قائلا: “متى نسترد دولتنا من براثن الانانين وأصحاب المصالح وأرباب الاستبداد؟ ألم يحن وقت لجم الشهوات المتسلطة عى النفوس؟ وهل الرئيس الواجب انتخابه رئيسُ لفئة أم للجمهورية؟”
وأضاف: “من واجب النواب التحرك سريعا من أجل تسهيل انتخاب الرئيس وبدء مسيرة الاصلاح والانقاذ”.
كما أكد عوده أن “دينونة المسؤولين عظيمة لأن الشعب جاع ولم يطعموه”، متوجها إليهم بالقول: “انتخبوا رئيسا يقود السفينة إلى ميناء النجاة، وسهلوا تأليف حكومة أصيلة تستطيع إدارة مؤسسات الدولة وإخراجها من أزماتها”.