الدكتور المجبر في ذكرى رحيل والدته: ورّثت وصيتكِ لأولادي ولن أنكسر طالما أنتِ معي!

كتب الدكتور جيلبير المجبر:
5 سنوات كأنّهم دهرٌ من الفراق والغياب ، غابت فيهم ضحتكِ ، توقّفت الفرحة ، انطفئت الأفراح ، وبتنا ننتظر رؤياكِ عبر منامٍ تأتينا إليه عند حلول كل مساء.
5 سنواتٍ ونحن نتمثّل بالقوّة ، نحاول التبيان بمظهر الصابر ، لكن في الحقيقة أنّ الوجع آلمنا ، والفراق أوجعنا ، وكلّما تذكّرنا المناسبات التي جمعتنا و الأهل والأحباء معكِ ، ذُرِفت الدموع وحدها وانهار الجسد ، كما الطفل الذي تركته أمه قليلاً كي تجلب الطعام إليه ، وعادت لتجده مغمورًا بالدموع وعلى وشك الإنهيار الكُلِّي.
أين حضنكِ يا أمي ، أين وهجكِ في المناسبات السعيدة مع أخوتكِ الذين كنتِ أشد الحرص على جمعتهم في كلِّ حين ، وها نحن اليوم مُشتتين في الأرض ، لكن عهدًا آليناه على أنفسنا ، أن نجتمع عمّا قريب ، ونضحك كما ضحكاتكِ ، يا زينة الدار وكل دار ، يا حلوة الجميلات.
يا أمي ، بالطبع ترين نشاطاتنا التي لا تعرف الكلل أو الملل ، ورغم كل محاولات العرقلة والتشويه في بلدنا لبنان من قبل بعض الحثالة، فلم ولن تتراجع عن المضي قدمًا في خدمة أهلنا ، فوصيّتكِ أهم عنّا من أي شيء ، حتى ولو تعرّضنا للرجم.
رضاكِ يا أمي يفوق كل حدثٍ وإنسان ، يتخطى كل صعوبةٍ وانكسار ، فلقد عاهدتكِ أمام الله في حضرة وجودكِ ، وهذا العهد ورّثته لأولادي كي لا تتوقف الأعمال حتى بعد رحيل جسدي ومماتي.
يا أمي ، أشتاق إليكِ بلهفة ، أبكي من دون أن يراني أحد ، ألمس صوركِ كل يوم ، وألتمس أن يكون رضاكِ عليي كبيرًا ، كي أستطيع أن استمرّ وأتحدى كل الصعوبات.
أحبُّكِ … أعاهدكِ … وألتمس رضاكِ على الدوام.