The News Jadidouna

بالصور: كفردبيان جسر طبيعي الى المملكة البيضاء

لا، لا أمُلّ، ولا، لا أتعب، ونعم، لا أقدر أن أقاوم هذا الدافع لأترك كل شيء وأقود إلى هناك، هناك حيث تقودني الطريق أو ربما عساي اقول إلى هناك حيث أمجّد الخالق بما أنعم علينا وحيث أحب لبناننا أكثر فأكثر، لبناننا هذا وزواياه المحمية بجيشنا أينما توجّهتُ، ولبناننا هذا وضيعه المصانة بشعبه. إذ إن الجمال لا يكفي إن لم يتزيّن بالمحبة والاهتمام وطبعاً بالنظافة، وهذا ما لمسته وزاد من فخري خلال رحلتَي السبت والأحد الفائتيْن لاودّع سنة عانت أكثر من الاحتباس الحراري، كما شهدتُ في كافة الفصول والمناطق التي وصلتُها في بلدنا ونقلتها لكم، ولأستقبل سنة واعدة بالخيرات مع اجتياح الزائر الأبيض.

الأول كان إلى كفرذبيان والثاني إلى الشمال، إلى أرز الرب الشامخ والمنتظر هذا الزائر ليستمد قوته منه بعد ما يعانيه من عواقب التغيّر المناخي. وكنت قد وصلت الى الوجهتين في الوقت الذي اشتدت فيه العاصفة وكانت مغامرة مشوّقة،  كما زرت صوفر الاثنين الفائت ونقلت بداية حفلة رأس السنة في بيروت (من ساحة ساسين وساحة النجمة) بالبث المباشر, ويمكنكم دوماً متابعة جولاتي والنقل المباشر والرجوع الى storyعبر حسابي الانستغرام.

وعند تحضير هذا المقال والرجوع إلى ما قد التقطته من صور، قررت عدم دمج المنطقتين في مقال واحد، إذ إن كل واحدة منهما رائعة الجمال بلباسها الأبيض كما هو الحال أيضا في محمية أرز الشوف وصنين وقناة باكيش وغيرها من قممنا الشامخة منذ الأزل وإلى الأزل، ولكن فقط إذا حميناها من المقالع والكسارات العشوائية التي تغير يومياً خريطتنا وتضاريس لبناننا.

والآن هيا بنا إلى كفرذبيان وعيون السيمان، حيث تقوم البلدية بعمل خارق لفتح الطرقات على مدى الساعة والتحضير لموسم التزلج الذي عانى السنة الفائتة بسبب التغير المناخي أيضاً. وبالفعل فقد افتُتح الموسم نهار الاثنين الفائت وإن شاء الله أتى الزائر الكريم، وأتت معه الرزقة، ليبقى مطولاً هذه السنة.

تعتبر كفرذبيان من أكبر بلدات لبنان بمساحة 40 كلم مربعاً، وهي غنية بالآثار التاريخيّة والقصور والشاليهات، ومن أهم مراكز التزلج في الشرق الأوسط، كما أن طبيعتها مميزة وتضم بين أراضيها وادي الصليب، بالاشتراك مع القرى المجاورة، وما يحويه من بيوت قديمة ومطاحن ومعاصر أثرية.

تقع البلدة في أعالي جبل كسروان، وتبعد 44 كلم من بيروت، على ارتفاع يتراوح بين 600 م و2800 م عن سطح البحر، واسمها يعود في أصله الى السريانيّة ويعني قرية الغزلان. وهي قرية قديمة ترجع بتاريخها إلى ما لا يقل عن ستة آلاف سنة كما تشهد بعض آثارها كقلعة فقرا التي وصلُتها من كسروان، من طريق تمثال يسوع الملك، ويمكنكم التوجه الى هذه المنطقة من المتن عبر بكفيا ووادي الجماجم.

على يمينكم يستقبلكم المعبد الروماني المؤلف من ستة أعمدة على الطراز الكورنثي، ويحوي مخطوطتين يونانيتين على بابه الرئيسي ويميناً على حجر الزاوية, ويُذكر أنه شُيّد سنة 43. وهو معبد مُسيّج ومحمي عكس الآثار الموجودة على شمال الطريق والتي تقتضي حمايتها أيضاً. وهي مؤلفة من معبد من طابقين على شكل المربّع ومزار من اثني عشر عموداً ومذبح، كما ترون في لقطًاتي.

وهنا التقيت بسياح من مصر والأردن، إلى جانب المواطنين الذين قصدوا المنطقة بغية التمتع بالثلج.

ومنها الى جسر الحجر المُقوص الذي يعكس قدرة العوامل الطبيعية بهندسة جسر طبيعيّ يُعد من العجائب، وحيث يتدفّق نبع اللبن الذي يروي أراضي البلدة، ويُغذي سد شبروح في فاريا. أمّا نبع العسل فمنبعه مغطّى بغرفة زجاجيّة ليستعمل كمياه شفّة للمنطقة. وهنا نرى الجسر وفي أسفله النبع المتدفق.

وكيفما تنقّلت وخاصة كلما اقتربت من مراكز التزلج يبهرني جمال البيوت والشاليهات وتنظيم بنائها وألوانها والاهتمام بزرع الاشجار حولها لأشعر فعلاً أنّني في سويسرا الشرق.

أمّا ساحات التزلّج وحولها فهي قصّة ثانية تجمع بين حماس الصغار للتزحلق على الثلج ومغامرات الاكبر سناً.

ولتغطية شاملة, أعرض عليكم هذه الصور التي زوّدني بها المختار وسيم سمير مهنا لافتتاح موسم التزلج نهار الاثنين الفائت وله جزيل الشكر.

وهكذا تودّعني هذه المنطقة بغيومها المارة كالحلم وبمطلها على فاريا وتمثال القديس شربل المترسّخ على قمّة جبلها والذي زرته الاسبوع الفائت, وأودّعكم يا قرائي الى حين مرافقتي بمشواري الى قضاء بشرّي وأرزنا الخالد بعد عرض بعض لقطات حفلة رأس السنة في بيروت في مقالات لاحقة.

كما يمكنكم متابعة stories هذا المشوار وغيره عبر حسابي على انستغرام, ومتابعتي على فايسبوك، وتويتر، وكذلك على مدونتي. ويمكنكم طلب هذه الصور وغيرها الغير منشور وحسب الطلب، بأي حجم وبأفضل نوعيّة.

نضال مجدلاني- النهار

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy