Jadidouna the News

رسالة من مار شربل: تعالوا لزيارتي بلا هواتفكم

كتب داني حداد في موقع mtv:

إن أردنا أن نعطي مثلاً في الزهد والفقر والطاعة، لما وجدنا في حياة اللبنانيّين أفضل من مثال القديس شربل الذي يؤمن بشفاعته كثيرون، حتى من غير المسيحيّين. لا يميّز القدّيسون، كمثل بعض أتباعهم، بين ماروني وأرثوذكسي ولا بين مسيحي ومسلم.

ولكن، لو قُدّر للقديس الزاهد والفقير والمطيع أن يكتب رسالةً الى بعض المؤمنين، لوجدته يكتب هذه السطور:

أفرح بكم، وأنتم تزورون دير مار مارون في عنايا الذي احتضنني ثمّ احتضن جثماني، أو تلك التماثيل الضخمة والمزارات التي رُفعت على اسمي وصورتي في الكثير من المناطق. أرى كثيرين يجثون ويصلّون بإيمان. منكم المريض، ومنكم المحتاج، ومنكم من يطلب حمايةً أو صحةً أو رزقاً.

أصغي الى صلواتكم جميعاً، وأتشفّع لكم لدى الربّ الإله ليشفي كلّ مريض. ولكن، كم أتمنّى أن يكون لقاء الصلاة هذا معكم مجرّداً من كلّ ما حولكم. لا حاجة لكم للصورة وأنتم تصلّون. لا تعرضوا صور صلواتكم أمام العامّة. احفظوها في قلوبكم ومارسوها في يوميّاتكم. ليست الصلاة حدثاً عابراً في يومٍ أو ساعةٍ أو دقيقة، وخصوصاً في صورة. هي فعل ممارسة يوميّة حين تنبذون الحقد وتقدّمون الخدمة وتسامحون مرّةً… ومئة.

والصلاة ليست، خصوصاً، استعراضاً يبدأ بإضاءة شمعة وتستكمل بصورةٍ أو فيديو لتراه العامّة ونوحي من خلاله بما لا نعيشه في حياتنا اليوميّة.

ولا يعود تمثالي لقائد حربٍ أو زعيمٍ، ولا هو بنصبٍ تذكاريّ يقصده السيّاح.
تعالوا إليّ لوحدكم. تعالوا بقلوبكم، لا بأقدامٍ تسجدون عليها، ولا بشمعٍ تحرقونه، ولا بصورٍ تستعرضون من خلالها، ولا بنقودٍ ترمونها عند جثماني…

لا يهمّ كيف تصلّون ما دامت صلواتكم صادقة. لا يهمّ ما تتمتمونه أمام تمثالي أو صورتي، بل ما تفعلونه في بيتكم ومكان عملكم وشارعكم…

أشفوا أنفسكم من الصغائر، ثمّ اطلبوا الشفاء من الأمراض والأوبئة وعلل الجسد.

ولا تحصروا صلواتكم في يومٍ من شهر، ولا تجعلوها نزهةً في يومٍ مشمس، أو في ليلةٍ تبحثون فيها عن تغيير مزاج.

تعالوا ببساطةٍ، وبقلوبٍ لا تعرف الحقد، وبإرادةٍ للغفران… تعالوا بلا هواتفكم، وبلا صوركم، وبلا مواقع التواصل التي تجتاح عالمكم…
تعالوا بهدوءٍ وسكينة، لتمضوا بسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى