The News Jadidouna

ثورة السيارات الكهربائية ليست بالسرعة الكافية… ما الذي يعرقلها؟

بعد عامين من اجراءات الاغلاق وقيود كوفيد-19 التي أضعفت السفر، بدأت حركة النقل في العالم تعود إلى طبيعتها. لكن الانتعاش يكبد البيئة كلفة كبيرة. بحيث يتسبب نقل الأشخاص والبضائع في ارتفاع نسبة انبعاثات الكربون العالمية. وقد طمح عدد كبير من الدول من خلال خرائط الطريق التي اعدتها لاستبدال المركبات العاملة بالوقود الأحفوري بالمركبات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات، للمساعدة في تجنب أسوأ آثار ظاهرة الاحتباس الحراري.

أتاحت البطاريات الأفضل وشبكات الشحن المحسنة والإعانات الحكومية السخية خروج السيارات الكهربائية (ev) من صالات العرض بسرعة تفوق سرعة شحن”بطارية ليثيوم أيون”. وتضاعفت مبيعات السيارات الكهربائية العالمية خلال العام الماضي حتى بلغت 6.6 مليون سيارة، أي حوالي واحدة بين 12 سيارة جديدة تم بيعها، وفقا لإحصاء حديث صدر عن وكالة الطاقة الدولية.

وكانت حوالي 30 في المئة من السيارات هجينة اي قابلة للشحن وتستخدم الوقود في الوقت نفسه، ولكن يمكن أن تكون أكثر فعالية من السيارات التي تحتوي فقط على محركات الاحتراق الداخلي. اما بقية السيارات فتعمل بمعظمها على البطارية، وهي الأكثر فعالية. بينما اعتمدت مجموعة صغيرة من المستهلكين اي حوالي 15 ألف شخص، على خلايا وقود الهيدروجين، وهي تقنية ناشئة تستخدم الهيدروجين لتوفير الكهرباء. وأشارت وكالة “بلومبرغ” إلى أن 280 مليون مركبة كهربائية ذات عجلتين وثلاث عجلات قيد التطوير.

وتمر بعض الدول بمرحلة انتقالية، بحيث كانت مبيعات السيارات في النرويج خلال العام الماضي بمعظمها من السيارات الكهربائية، بفضل الضرائب المرتفعة على السيارات القائمة على محرك الاحتراق الداخلي والبنية التحتية للشحن اللائق. في السنوات الخمس الماضية، حققت أوروبا نقلة نوعية بحيث ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية بمعدل سنوي قدره 61 في المئة. كما أخذت المبيعات في الصين تتسارع أيضا، ففي العام الماضي شكلت السيارات الكهربائية 16 في المئة من إجمالي مبيعات السيارات لتبلغ بذلك نصف المبيعات العالمية نظراً لكبر السوق الصينية. إلا ان الولايات المتحدة التي تعتبر ثاني أكبر سوق للسيارات في العالم بعد الصين، لا تتبع خطى هذه الدول، حيث سجلت مبيعات السيارات الكهربائية أقل من 5 في المئة في العام الماضي وهي بمعظمها من شركة “تسلا”.

إذا ارادت الحكومات تحقيق أهدافها المناخية، فعلى مبيعات السيارات الكهربائية ان تحقق مبيعات كبيرة. وتعتبر السيارات الكهربائية البالغ عددها 16 مليون سيارة تعتبر حصة ضئيلة من بين 1.2 مليار سيارة في العالم قائمة على الوقود.

وعليه، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تتراوح مبيعات السيارات الكهربائية في عام 2030 بين 22 في المئة و35 في المئة. ويُتوقّع ان تشكّل السيارات الكهربائية 14 في المئة فقط من بين انواع السيارات في العالم. كما تتوقع “بلومبرغ” أن تبلغ مبيعات السيارات الكهربائية ما يقرب من ربع مبيعات السيارات بحلول عام 2025. ولكن لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، ستحتاج السيارات الكهربائية إلى زيادة حصتها من بين السيارات الجديدة بنسبة 60 في المئة بحلول عام 2030 وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

وتقول مجلة “الإيكونوميست” إنه من غير المرجح أن يتحقق هذا الهدف. على الرغم من ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 120 في المئة في عام 2021، إلا ان ازمة سلاسل التوريد العالمية قد تؤدي تباطؤ وتيرة هذا النمو. فضلا عن ذلك، فإن نقص المعادن المستخدمة في البطاريات سيزيد الامور سوءا. فعلى سبيل المثال، تنتج روسيا الخاضعة لعقوبات مشددة، خمس النيكل عالي الجودة الذي يدخل في صناعة بعض بطاريات السيارات الكهربائية. وعلى الرغم من أن شبكة شحن السيارات الكهربائية تتوسع بسرعة، إلا أنها لن تكون واسعة النطاق ولا ذكية بما فيه الكفاية في الكثير من البلدان – للتحكم بالحمل الإضافي على الشبكة – بحلول عام 2030 لشحن بطاريات 250 مليون “فولت كهربائي” المطلوب لتكون على المسار الصحيح لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. لذا قد يواجه اعتماد السيارات الكهربائية عدد كبيرا من العقبات.

النهار العربي

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy