ميقاتي “العازف” يستنجد بنجل أبو العبد: لائحة “للناس” شكل بلا مضمون

كتب مايز عبيد في نداء الوطن

من كان يصدّق أن يصبح الخصم اللدود لنجيب ميقاتي في طرابلس النائب محمد كبارة أحد أهم أعمدته الإنتخابية والرافعة الأولى للائحته في مدينته؟ فقد استنجد رئيس الحكومة بابن أبو العبد كريم – على الهوية عبدالكريم- بعدما فعل الزمن بشعبية الاول ما فعل.

لم يناقش ميقاتي خلال مراحل تشكيل لائحته إسم كريم ولم يفكر بذلك حتى في خياله. كريم معي… قالها لأبو العبد ولكل من كان يفاوض في تشكيل اللوائح. ميقاتي يرغب بكريم لسبب واحد فقط: يريد رافعة سنية طرابلسية للائحته، بعدما تعذّر عليه إمكان ترشيح ابنه أو ابن شقيقه طه، لأن قضية تحصيل أموال PCR المطار لصالح ماهر ميقاتي أثّرت سلباً على أي ترشح من هذا النوع وإلا لكان ميقاتي فعلها، وزاد على الأبناء الأربعة للنواب الحاليين والسابقين اسم ابنه.

أعلنت من الرابطة الثقافية لائحة «للناس». حضر فريق ميقاتي (العزم) وأشرف على كل اللوجستيات والتحضيرات. مستشاره في كل شيء رامي الرفاعي جلس أعلى في القاعة وكان منهمكاً بتوجيه العمل وإعطاء الأوامر للمرافقين وفريق التحضير في كل شاردة وواردة، بعدما أدّى قسطه للعلى أثناء عملية التأليف، فكان على رأس كل الإجتماعات وما كان مرشحان يجتمعان إلا وكان رامي ثالثهما. عندما أطلّ كريم كبارة على المسرح ليعرّف عن نفسه لوحظ حجم التصفيق الذي حصل. الشعبية من عند كريم والتحضير من عند ميقاتي. ولوحظ أيضاً أن الجهد المبذول على التحضير من إضاءة وصوتيات وعروضات وغيرها، قد صُرفت لأجلها مبالغ طائلة. لائحة «للناس» هي عملياً لائحة ميقاتي – كبارة. هذا في الشكل، أما في المضمون فإن11 مرشحاً توالوا على الكلام الإنتخابي المستهلك ولا يحمل أي برنامج إنقاذ حقيقي لأهل طرابلس. تدرّبوا على الكلام وذاعوه عبر شاشة التلقين Autocue. من أصل الـ11 مرشحاً إذا ما استثنينا كريم كبارة وعفراء عيد وبراء هرموش وعلي عبدالعزيز يكون على اللائحة 7 مرشحين من اللون الأرجواني. لم يكن ينقص اللائحة إلا أن يأتي ميقاتي ويرفع للـ11 أيديهم على مسرح الرابطة.

عرض المرشّحون على الحاضرين سيرهم الذاتية من دون برنامج انتخابي أو تطرق لأزمات طرابلس وكيفية الخروج منها. لم يعرف الناس ما هو موقف لائحة «للناس» من سلاح «حزب الله» وغيره من المسائل السياسية الشائكة. كان التركيز على الشكل والإضاءة، التي غلب على خلفيتها اللون الارجواني (لون العزم). وفي الشكل يمكن وضع علامة 10/10 على ما صُرف من مال للتنظيم وقد اعتراه خلل في الصوت في بعض الأحيان. لكن في المضمون والخطاب العلامة أدنى من ذلك بكثير.

اعتمدت لائحة «للناس» على رافعة أخرى في الضنية للمرشح براء هرموش المستند على قاعدة والده الشعبية الواسعة. سدد ميقاتي عبر اللائحة لوليد جنبلاط ثمن مواقفه السياسية الداعمة بحجز مكان لمرشحة جنبلاط في طرابلس عفراء عيد. وخارج رافعتي كريم وبراء لا تبدو للائحة أي نكهة سياسية. وبالتالي لن يكون بمقدورها مواجهة لوائح أخرى تملك الخطاب السياسي والشعبي، ولن تحظى بالتالي حتى حينه بأكثر من حاصلين انتخابيين في أحسن الأحوال، هذا إذا اعتبرنا أن ميقاتي الهارب من دفع الأموال للمرشّحين واللوائح المحسوبة عليه حتى اللحظة، قد أسعفهم ببضع ملايين من الدولارات أو كلّف ماكينته العمل لصالحهم، علماً أن القدرة التجييرية للأخير ولماكينته في طرابلس قد تراجعت كثيراً. فهل يقول ميقاتي للمرشحين بعد البذخ على إعلان اللائحة هذا ما لدي والسلام؟

تجدر الاشارة الى ان اللائحة تضمّ: عبدالكريم كبارة، أليسار يسن، جلال البقار، وهيب ططر وعفراء عيد عن سنّة طرابلس. وعن المقعد الأرثوذكسي قيصر خلاط، عن المقعد العلوي علي درويش، عن مقعد المنية كاظم الخير، وعن مقعديّ الضنية براء هرموش وعلي عبدالعزيز.