اخبار لبنان - Lebanon News

صمتك قاتل!

كتبت د. روني خليل – منصة جديدنا
مررت بك اليوم وفي قلبي حنين اليكِ، فوجدتك صامتة، جامدة وكأنك بحالة موت، تفقدت غرفك فإذا بها ساكنة سكون الليل، حزينة أنت يا كليتي الحبيبة وحزنك انعكس عليّ أو العكس كذلك! لم أعد ادري. أينك يا كليتنا الأم؟ أترملتِ وما زلت في ريعان صباكِ؟ أقُتلت وأنت في عز عمرك وتفوقك؟…

كم من الأحلام التي بنيناها، وكم من الاجتماعات واللقاءات التنسيقية التي عقدناها، وكم من المحاضرات التي أعطيناها لطلابك بقلب ملؤه الحيوية والنشاط، وكم من المناسبات والذكريات في ثنايا جدرانك….
وجدتك اليوم صامتة، وحيدة من دون طلاب ولا أساتذة باستثناء عدد قليل من الموظفين الذين يشكون لك ويخاطبونك وانت عاجزة عن الرد، لأنك لا تملكين القرار وسكوتك مدوٍّ أكثر من حديثك.

فيا أصحاب القرار! أيقظوا سباتكم التربويّ، واستفيقوا لدعم جامعتنا الوطنية المحتضرة، رحمة بالله وبالتعليم وبأحلامنا، لا تقتلوا أحلامنا أكثر، لا تدمروا أمّات كليّاتنا وتعليمنا، أعيدوا لنا أحلام الشباب التي بنيناها للنهوض في بلدنا الحبيب، ارحموا اجيالا وضعت نصب أعينها متابعة تحصيلها العلمي…

أهو خطأنا في  سنة ٢٠٢٢ ان نطالب بأسمى مطلب حضاري في العالم وهو تحسين مستوى التعليم؟ أهو قدرنا ان نعيش مرارة الحياة ونحن في أوج عطائنا وتقدمنا؟ أهو قدرنا أن ندفع أثمان سياساتكم المذهبيّة والأنانيّة والحزبية التي أودت في السابق الى ما وصلنا اليه ولم تزل تعيث بالبلاد خرابا ودماراً؟ أهو مصيرنا أن نحمل أمتعتنا ونرحل مكرهين عن بلد أحببناه وعن كليّة عشقناها حتى الثمالة؟

زر الذهاب إلى الأعلى