Jadidouna the News

ما هي الرسالة السعودية الى بكركي؟

كتبت وكالة “المركزية”:

لم يكن مفاجئاً ان يزور السفير السعودي وليد بخاري الديمان ويحلّ ضيفا على سيّدها. فالعظة عالية السقف التي وجّهها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في قداس الاحد الماضي، لم يكن ممكنا ان تمرّ مرور الكرام لدى المملكة وأوساطها. كلمات رأس الكنيسة المارونية وضعت الأصبع على الجرح مباشرة، وكانت بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، سيادية بامتياز، وقد رسم خلالها الراعي، الطريقَ الوحيد والاقصر الى خلاص لبنان من المحنة التي يمر بها اليوم.

هذا بالتحديد ما تريد الرياض خصوصا، والدول العربية والخليجية عموما، سماعَه. ففي رأيها، ضعفُ سلطة “الشرعية” اللبنانية ووقوعُها تحت سيطرة حزب الله الذي بات يدير الدولة كما يريد، فيجيّرها شرقا نعم، لكن نحو المحور الايراني المناوئ للعرب في شكل خاص، هما اساس علّة لبنان اليوم، وهما السبب الرئيس خلف إحجام اصدقاء لبنان التقليديين التاريخيين عن الاسراع الى إنقاذه.

وتشير المصادر الى ان بخاري لا بد ان يكون توجّه الى الديمان حاملا رسالة واضحة لساكنها “نشدّ على يدك في ندائك الى بعبدا، واذا ضَمنتَ ان ينفّذ رئيس الجمهورية مضمونَه، فيباشر في عملية انتشال الدولة من تحت سطوة “الحزب” وتصويب بوصلتها الاستراتيجية نحو “العرب”، فإننا سنهبّ الى تلبية نداء الاستغاثة الذي أرسلته الينا”.
والحال ان الحركة السعودية على الساحة المحلية حيث يحرص بخاري على التواصل مع كل الاقطاب المتمايزين عن حزب الله والذين يحملون لواء تحييد لبنان واحياء علاقاته مع العرب، من الرئيس ميشال سليمان الى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ونائبه السابق محمد بعاصيري، معطوفة الى الحركة الدبلوماسية العربية – الغربية، حيث التواصل دائم بين سفراء المملكة وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا والسفراء العرب، تؤكدان ان الاسرة الدولية لم تنس لبنان ولا تدير الظهر أبدا لاوضاعه المالية – الاقتصادية الصعبة. غير ان عواصمها تحاذر التعاطي والتعاون مع حكومة أتى بها حزب الله الى الحكم، ومع حكومة لم تبادر الى اي خطوة اصلاحية جدية بل سارت قدما على طريق سابقاتها لناحية تقاسم الحصص والمراكز والتعيينات بين عرّابيها السياسييين، مالية كانت ام ادارية.
هذا الواقع يقود الى خلاصة واضحة: تحرير الشرعية اللبنانية وإستعادة الدولة القرارَ اللبناني من “الدويلة”، سيفتحان باب المساعدات الدولية العربية والخليجية والغربية، فورا، امام لبنان، حتى قبل البدء بالاصلاحات وبمكافحة الفساد (المطلوبين بإلحاح طبعا). حلّ أزمتنا اذا “سياسي”، قبل ان يكون اقتصاديا. فهل يتجاوب رئيس الجمهورية مع “صرخة” الراعي، وهل يتواضع حزب الله وفريق 8 آذار، ويساعدان في إنقاذ اللبنانيين؟

زر الذهاب إلى الأعلى