اخبار لبنان - Lebanon News

مشهد ما بعد الانتخابات: هؤلاء سيواجهون “الحزب”

كتبت صفاء درويش في mtv:

منذ انتخابات 2005 كان لكل فريق في المجلس النيابي مشروعه الخاص. جمعتهم رغبة الوصول إلى السلطة، فكانت الأكثريات تتبدّل فيما بينها وفق توافق المشاريع وتقاطع الأهداف. البعض لم يدخل السلطة مباشرةً. رغب في تحسين شروطه ووضعيته بغية دخولها ايضًا. أمّا البعض الآخر فخسر اندماجه مع حلفائه، فخرج من شبّاكها سعيًا للعودة من الباب، بحجم أكبر ومشروع اوضح. كل هؤلاء حملوا مشاريع آنية. منهم من نادى بالاستراتيجية الدفاعية من دون ان يتبناها كقضية اساسية، ومنهم من نادى ببناء الدولة ومحاربة الفساد، ومنهم من كان هدفه الكرسي ولا شيء بعد الكرسي.

اليوم، باتت الأمور مختلفة. هناك صراع احجام. نعم، الكل يسعى للسلطة أيضًا، ولكن الأمور باتت متماسكة أكثر. الانتخابات النيابية على الابواب، ولكن ماذا عن شكل المجلس بعدها؟
تجزم المعطيات أن الشكل لن يتغيّر كثيرًا، بل سيطرأ تعديلٌ على تفاصيله. المجلس المقبل سيضم الثنائي الشيعي، المستقبل، الاشتراكي، القوات، التيار الوطني الحر، الكتائب اللبنانية، ومستقلين قد ينضوون في اطار كتلة للمجتمع المدني، او اكثر من كتلة.
ما هو مشترك بين معظم هؤلاء، هو الهاجس. وبرأي البعض، هو ما يُراد له ان يكون هاجسًا. فما قد يجمع القوات اللبنانية بالكتائب بالمجتمع المدني بالاشتراكي والمستقبل وببعض التيار الوطني الحر ما بعد الانتخابات، هو اكبر بكثير مما يفرقهم قبلها، وهو هاجس سلاح حزب الله!

يدخل هؤلاء هذه المرّة مدعومين بانهيار اقتصادي غير مسبوق، وشلل مؤسساتي غير مسبوق ايضًا، وعليه باتت كل مشاريعهم الماضية ثانوية امام هاجس السلاح. هاجس استطاعوا هم، ومعهم آلة اعلامية كبيرة، وفق رأي مؤيدي نظرية بقاء السلاح، تحويلها في لاوعي نسبة غير قليلة من اللبنانيين الى القضية الاساس، والسبب الاكبر في الوصول إلى ما هو لبنان عليه اليوم.
تكريس المشهد هذا في اللاوعي يعني انّ الانتخابات تجري على اساسه: السلاح ضد نزع السلاح. قضية يصح وصفها بالجدليّة، ولكنّها في وقت ما توقّفت حين لم يستطع مدير آلة محاصرة حزب الله من محاصرته فعلًا. كان هناك مانعٌ اساس هو التيار الوطني الحر، وما يمثل مسيحيًا.
اليوم يُحكى عن خلافات كبيرة، قد تبدّل من واقع التحالف قبل او بعد الانتخابات. الاسباب كثيرة من مكافحة الفساد الى العلاقات العربية الى تفاصيل يطول شرحها. افتراق حليفي مار مخايل، في حال حصل، يعني ان حزب الله بات مُواجهًا في المجلس النيابي، وربّما السلطة التنفيذية، مِمَن هم يناصبون له العداء، اكانوا قوات لبنانية مجاهرين، ام كتائب ومجتمع مدني خائفين، ام مستقبل واشتراكي غير متحالفين، ام عونيين ممتعضين.
الخطورة تكمن في ان يتحوّل المجلس النيابي ما بعد الانتخابات الى ساحة مواجهة وصراع بين كتلٍ وكتلة، بعدما كانت السنوات السابقة هي ساحة تنازع سلطوي بين تحالفين يضمان كتللً

سُوّق كثيرًا ان يحمل استحقاق انتخابات 2022 التغيير، ولكنّه ان فرز المشهد اعلاه، فسيحمل بالطبع واحدة من اثنتين: التعطيل ام التفجير، لنعود امام حقيقة واحدة هي أزمة النظام.
فهل ستحصل انتخابات 2022 بظل ما ينتظر لبنان منها، وهل ستكون هي الاخيرة في ظل الطائف؟! اجابات تحتاج لسنتين او اكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى