عازار يرد على بيان رئاسة الجمهورية: علّمتنا التجارب ألّا نثق بهذه السلطة المتسلّطة

أدلى الدكتور شربل عازار بالبيان التالي:
صدر البارحة عن مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية بيانا” ممّا جاء فيه:
“…. تُطالعنا من حين الى آخر تصريحات ومواقف من مرجعيات مختلفة تتدخل في عملية التأليف متجاهلة قصدا” او عفوا” ما نصّ عليه الدستور من آلية من الواجب اتّباعها لتشكيل الحكومة، والتي تُختَصر بضرورة الإتفاق بين رئيس الجمهوريّة والرئيس المكلّف المعنيين حصريّا” بعملية التأليف وإصدار المراسيم….”
كلام الرئاسة ممتاز وواضح ودستوري بالمطلق.
فهل الكلام هذا موجّه لبعض المرجعيّات والقيادات بما فيها الأقربين؟
أم فقط هو كلام موجّه للأبعدين؟
وعلى سبيل المثال،
هل تكليف السيّد حسن نصرالله العلني والمتلفز للأخ دولة الرئيس نبيه برّي بالقيام بما يلزم من مبادرات، وبدون سقف زمني محدّد، للمساعدة في تذليل العقبات أمام التشكيلة الوزاريّة المرتقبة هو تدخّل مرفوض في تأليف الحكومة؟
هل الإجتماعات المتكرّرة بين الموفَدَين الخليلَين والحاج وفيق صفا مع رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل في البيّاضة وغير البيّاضة للبحث في مَن يُسمّي الوزيرين المسيحيّين، وإيجاد الحلول لعقدة وزيري الداخلية والعدل المفترضَين وللثلث المعطّل وللنصف زائد واحد وغيرها من العِقَد، هو تدخّل مرفوض في تشكيل الحكومة؟
بكلّ الأحوال، إن العودة ولو متأخرة للأصول الدستوريّة كاملة هي الأساس الصالح لبناء الدولة بكلّ مكوّناتها.
وعليه فإننا ندعو الرئيس المكلّف أن ينهي تشكيلته فورا” ويعرضها على فخامة الرئيس الذي أعطاه الدستور الحق المطلق بإبداء رأيه، إعتراضا” أو موافقة، بكلّ إسم مطروح والى أيّ طائفة انتمى لكي تكون لنا حكومة رجال دولة مستقلّين أكفّاء ذوو خبرة، بعيدا” عن المحاصصات والتوزيعات السلطويّة التي أوصلت الشعب اللبناني كلّه الى الذلّ غير المسبوق، فيما تعرض شاشات التلفزة يوميّا” طوابير الصهاريج والشاحنات التي لا تزال، وبوقاحة لا متناهية، تنقل مواردنا المدعومة من جيوبنا ومالنا الخاص كالمحروقات والدواء والمواد الغذائية الى خارج الحدود، فيما قيادة الجيش الحكيمة تتوجّه للدول وللجيوش الصديقة بالمباشر لتدعم وتُطعم جيشنا الباسل الذي أصبح آخر المؤسسات التي يتطلّع اليها اللبنانيّون للخروج من المستنقع بل من جهنّم.
هذا في حال افترضنا أنّ هناك نيّة فعليّة لتشكيل الحكومة، أم نحن بإنتظار جنيف وما بعد بعد جنيف من مفاوضات واتفاقات ليتقرر مصير لبنان؟
علّمتنا التجارب ألّا نثق بهذه السلطة المتسلّطة فهل سيتغيّر أداؤها قبل أن تغيّرها صناديق الإقتراع؟؟.