
كتب الدكتور شربل عازار تحت عنوان “فصل القمح عن الزؤان”:
لمرّات عديدة وفي أمور شتّى توجّهت الى قيادة حزب الله وسماحة السيّد حسن نصرالله بصفة أنّهم القيّمون على الدولة اللبنانيّة من رأسها الى أدنى مرتباتها وعلى مختلف سلطاتها ومؤسساتها.
كما أنّني عبّرت عن، حزني وإحباطي، أن دولة خارجيّة عبّرت عن فخرها بالسيطرة على أربع عواصم عربية ومنها بيروت، واليوم تفتخر بأن لديها جيش في لبنان أسمه حزب الله يدافع عنها ويحمي مصالحها.
وبما أنّ ما تقوم به جماعة لبنانيّة كبرى، هي مكوّن أساسي من تاريخ هذا البلد، هو أمر يفوق الوصف والتصوّر ومنطق الإنتماء لذلك، أجد من العبث والخفّة مخاطبة مَنْ قرّر بملىء إرادته أن وطنه ليس من هذا اللبنان الذي أفنى الأجداد والأباء من كلّ الطوائف العمر للزودِ عن هويّته وحريّته وسيادته.
ما يهمنّي هو رأي مختلف بقيّة الشرائح والمشارب، كما كان يسمّيهم البطريرك صفير.
لن أسأل القيادات وهي تبدّل مواقفها المتقلّبة بأسرع من تبديل ثوبها أو من تبديل جلدها كالحرباية.
أسأل جميع اللبنانيّين، وأبدأ بأبناء الوطن المسلمين شيعة، سنّة، دروز وعلويّين،
هل أنتم راضون؟ هل هذا هو لبنان الذي تريدون ان يكون لكم ولأبنائكم؟
لبنان التقوقع والإنكماش والإنغلاق وصولا” للإندثار؟
هل سألتم قياداتكم الى أين نحن وأنتم سائرون وما هم فاعلون الأمس واليوم وغدا؟
أمّا بالنسبة للمسيحيّين وللقيادات المسيحيّة فنبدأ بمن يدّعي الحفاظ على الحقوق.
هل أنتم عاجزون أو مقتنعون راضون بالمصير والمسار والطريق الذي تسلكون؟
إنّكم خُرسُ بُكْمُ.
لم نعرف موقفكم من إنقضاض حلفائكم على “لبنان القوي” فشلّعوا حدوده ذهابا” وإيابا تحت زخّات رصاص وقذائف الإبتهاج، وكانت “تمشاية” واحدة ودردشة في أروقة قَصْرِ العدل كافية للدلالة على قُصْرِ العدالة وقُصْرِ الدولة وقُصْرِ القيّمين عليها من رؤساء وحكومات ووزراء ومدراء ووو…
هل لديكم رأي، موقف، كلام؟
لن يخرج الكلام منكم بعد أن حطّ الطير على رؤوسكم فابتلعتم ألسنتكم.
والى باقي القيادات التي تُعلِن رفضها للسطوة والهيمنة والاحتلال الخارجيّ،
وتُعلن رفضها لإنتقاص السيادة الوطنيّة وعدم حماية الحدود البريّة والبحريّة الجنوبية والشمالية،
وتُعلن رفضها للهدر والسرقة والفساد وإفلاس الدولة واختفاء اموال المودعين ووو،
هل لديكم ترف الإختلاف على جنس الملائكة،
و “بيّي أقوى من بيّك، وسقفي أعلى من سقفك، وبالزمان إنت غلّطت، وإنت اعتذر وإنت تراجع، وانا برفضك وانا ما بتعاون معك وأنا بمثّل الناس مش أنت ومش هوي…. وووو”؟
ويْحَكُم، ويا خجلة التاريخ،
نحن المقيمون نراقبكم، نحن المنتشرون نراقبكم، نحن المؤمنون بلبنان لا تجعلونا نخجل بكم، ونحن الكافرون بما وصلنا إليه سنعتبركم مشاركين، وعن قصد، بتغطية جهنّم التي أوصلونا إليها.
إتقوا الله، إتّحدوا، ناضلوا قاوموا بالكلمة بالعنفوان وبشبك الأيدي قبل ان ترمينا شباكهم في مجاهل التاريخ.
الشعب يراقب،
وسيفصل القمح عن الزؤان.