لا مفاجآت في البترون

تحمل الأقضية الأربعة في دائرة الشمال الثالثة لقب “أم المعارك” نظراً لما تختزنه من قوى وأحزاب وشخصيات طامحة لما هو أبعد من الإنتخابات النيابية التي تشكل محطة لتأكيد الحضور للشخصيات المارونية المرشحة إلى رئاسة الجمهورية التي ستصبح عنوان المعركة في الفترة الفاصلة بين بداية ولاية المجلس النيابي الجديد ونهاية عهد الرئيس ميشال عون.
وإذا كانت انتخابات قضاء بشري شبه محسومة لمصلحة القوات اللبنانية، فالمعركة الحقيقية تجري في قضائي زغرتا والكورة كون المعركة في قضاء البترون شبه محسومة أيضاً لمصلحة تقاسم المقعدين بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على الرغم من إعلان رئيس الكتائب سامي الجميل دعم المرشح مجد بطرس حرب والتخلي عن ترشيح كتائبي في البترون تحت شعار إسقاط رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي لا يعدو كونه تمويهاً للمعركة التي تؤكد أن التيار الوطني الحر سيحصد حاصلاً واحداً يناله التيار في البترون حيث عادت وارتفعت أسهم عزوف جبران باسيل لصالح مرشّح آخر بذريعة العقوبات الأميركية على باسيل والتضييق عليه مالياً.
بالعودة إلى نظرية حرب-الكتائب، فالإتفاق لم يُحدِث إلا صدمة سلبية بعد ردة الفعل الكتائبية التي فاقت بحجمها توقعات رئيس الكتائب سامي الجميل وقدرته على استيعابها وخاصة بعدما تبيّن صعوبة الفوز بمقعد البترون على حساب التيار الوطني الحر، ومع كسب مرشح القوات أصواتاً مضافة من الكتائبيين الممتعضين قد تكون مضاعفة عما سيحصل عليه المرشح مجد حرب بات الخرق على جبهة القوات أيضاً شبه مستحيل.