كتب جان زغيب
لا شك ان الاتجاه الى رفع الدعم عن المحروقات مُحتّم خصوصا مع مسار تحرير الأسعار الذي سيترافق مع كل السيناريوهات المقبلة إن للمدعوم او للدولار. والمؤشر الأكبر لانتهاء لعبة الدعم، هو توقف مصرف لبنان عن اعطاء موافقات جديدة ما يعني ان الدراسات تكثر لتلقّف الغضب والاستمرار بسياسة “البنج” وفرملة الارتطام.
بالطبع يعود موقع جديدنا نيوز الى مقالات تتحدث عن السيناريوهات التي ستحصل في لبنان وآخرها ما كتبه الخبير الاقتصادي والاكاديمي بيار خوري عن شح الدولار و شح البنزين منذ عام تقريبا على منصتنا ووصّف بشكل دقيق ما يحصل اليوم وما سنصل اليه تباعا.
وفي هذا الاطار، سيتبع رفع الدعم ارتفاعا لسعر الدولار خصوصا وان الشركات المستوردة عليها تأمين فاتورة المحروقات بالدولار من السوق السوداء. وستنعكس كل هذه الارتفاعات بشكل كبير على اوضاع المواطنين لناحية ارتفاع كل الفواتير في كافة القطاعات.
وفي حال عدم اجراء اصلاحات جذرية وايجاد حكومة غير حزبية او مرتبطة بأجندات فئوية وطائفية، وخارج دائرة الاتهام وليس لها صلة بملفات فساد سابقة سنشهد الارتطام الكبير الذي يؤدي الى زوال كل ما عرفناه عن لبنان. فالدولار المنتظر على الحدود اللبنانية و الذي بإمكانه خفض سعر الصرف يقف رهن المفاوضات الدولية والاقليمية التي قد تفضي الى حل جذري يبث اجواء الاستقرار والتفاوض مع الصندوق الدولي بداية لبدء مسار تصحيحي شامل.
الانتخابات لن تأتي بجديد إن على صعيد النيابة او البلدية وحتى في الادارت العامة في ظل تجذّر السياسات العقيمة التي اوصلتنا الى هذا الدرك. لم يكن الانماء اولوية ولا حتى الانتماء للارض بل كانت العراضات سيدة الموقف طوال السنوات الماضية. ومشكلتنا هي في التنشئة السياسية والفكرية والتعامل بين المواطنين بحيث يحل الخلاف مكان الاختلاف. لذا يتوجب على المسؤولين الترفع في هذه اللحظات الدقيقة لنعبر المحنة التي تهدد وجودنا جميعا.
جان زغيب – صحافي / كاتب / ناشر موقع جديدنا نيوز
