فصلٌ من رسالة نجيب ميقاتي إلى اللبنانيّين…

كتب كبريال مراد في موقع mtv:
في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة من تاريخ لبنان، المترافقة مع لحظات الأمل واليأس والإحباط والكفر بالدولة ورجالاتها، أجد من الواجب أن أتوجّه إليكم، لأصارحكم بما أنا مقبل عليه، علّنا نتساعد في إنجاز المهمة التي نحن بصددها.
لا أخفي عليكم سرّا إن قلت إننا لسنا على ما يرام، وإنّ الواقع الاقتصادي والمالي والاجتماعي يحتاج الى مسار طويل ليصطلح ويعود الى ما يجب أن يكون عليه.
لن أكذب عليكم واقول إنني أحمل عصا سحرياً، أو إنّ زمن البحبوحة على بعد أمتار قليلة. بل على العكس، فإن الواقع يشير الى أن الأزمة ستستمر، مترافقة مع طلعات ونزلات، وربما خضات. لكنني واثق من أننا قادرون على تخطّي هذا المسار، وهذه الصعوبات، بالإكثار من الأفعال والتقليل من الأقوال. بالبدء حيث يمكن، بخطوات صغيرة ولكن مؤثّرة ومؤشّرة على أن الدولة ما زالت دولة، في الخبز والمحروقات والكهرباء والدواء والمياه، في لجم ارتفاع الأسعار، في ملاحقة المحتكرين، في توقيف النصابين. هكذا يتأكّد للجميع أن الحكم هيبة، وأن الهيبة لا تستعاد بالاستقالة من المسؤولية، بل بالإضطلاع بها، وممارستها بكثيرٍ من الحكمة والضمير والشجاعة والإقدام والتصميم.
لا نعدكم باجتراح المعجزات، لكننا، نؤكد لكم أننا لن نتلهى بالمحسوبيات والنكايات، لن نضيّع الفرص بخلفيات سياسية، سنبادر ونثابر، ونتعاون بين مكونات الحكومة، مؤمنين بأن غرق السفينة سيؤدي الى غرقنا جميعاً. لن نتلهى بمسرحيات من القيل والقال، بل سنسعى بتعاوننا، الى إضاءة شموع بدل لعن الظلام.
أما الى المعارضة فنقول، إننا نعوّل عليكم لتكونوا صوت الحق والحقيقة، معارضة بناءة، لا معارضة شعبوية، معارضة تطرح الحلول، لا تكتفي بالإضاءة على سلبيات أهل الحكم.
وللثوار نقول “لقد سمعنا اصواتكم، وسنعمل بموجب آلامكم وأوجاعكم، لأنها آلامنا وأوجاعنا”.
لن نعد الاّ بما نحن قادرون عليه. هي رسالتي الأخيرة الى اللبنانيين، وستعذروني إن لم أتوجّه اليكم في الأسابيع المقبلة، لأن حكومتنا ستنصرف الى العمل… في سعيٍ الى استعادة الأمل.
(هي سطور من مخيّلة الكاتب… لكنّها متداولة في تمنيات وأفكار جميع اللبنانيّين).