featured

العبقريّة اللبنانية ابتكرت 5 أنواع مصارف من أصل 7!

كتب جان كلود سعادة في نداء الوطن
تتحدّث الأسطورة عن دور لبنان الرائد في مجالات شتّى، فأسلافنا اخترعوا الحرف وشقّوا البحار، وفتحوا طرق التجارة في حوض المتوسط، ووصلوا الى قارّة اميركا التي بالمناسبة يجب ان نطالب بإعادة تسميتها على اسم مكتشفيها الفينيقيين. ولكن هذه الأمور جميعها تبقى أساطير.

امّا في الواقع، فقد أعاد لبنان إختراع النظام المصرفي المعروف في بلدان العالم من «أساس أساساته». فمن سبعة انواع من المصارف تمّ «تحديدها»، خمسة منها جرى اختراعها بالكامل من قبل العقل العبقري اللبناني.

1 – المصارف التجارية (في بلدان العالم)

المصارف التجارية أو ما يسمّى بالبنوك، هي مؤسسات مالية وسيطة، عملها الرئيسي قبول الودائع والحسابات الجارية، والادخار للأفراد والشركات والإدارات والمؤسسات، وإعادة استخدامها لحسابها الخاص في منح الائتمان والقروض والخصم وباقي العمليات المالية.

2 – مصارف الإستثمار (في بلدان العالم)

هي مؤسسات خدمات مالية متخصصة يتمحور عملها على تقديم الاستشارات المالية والقيام بعمليات الاستثمار في الأسواق المالية نيابةً عن افراد او مؤسسات اختاروا المتاجرة في هذه الأسواق. كما تعمل بتكليف من دول وشركات ومؤسسات على إدارة طرح السندات والتجارة بها. في ثلاثينات القرن الماضي، وبعد ان ساهمت ممارسات المصارف في الأزمة الإقتصادية الكبرى المسماة «الكساد الكبير» في 1929 اقرت قوانين لتنظيم عمل المصارف والفصل التام بين «التجارية» و»الاستثمارية» ومصارف الاستثمار، وكان ابرزها قانون غلاس-ستيغل الذي استمر العمل به حتى 1999، ويعتبر كثيرون أن تعليق العمل به هو احد الأسباب الأساسية في تفلّت عمليات الاستثمار وتسويق المنتجات المالية السامّة التي اوصلت العالم الى ازمة «الرهون العقارية» في 2008.

3 – مصارف الإستهتار (لبنان)

إبتكرت في لبنان لخدمة الكارتيل. فاستهترت بمسؤوليّتها عن مدخرات الناس وتعويضات اللبنانيين وجنى عمر المغتربين وتحوّلت الى «صالونات كاش» لدى مصرف لبنان تجمع الاموال وتوظّفها في «البونزي الكبير». كما استهترت بتطبيق القوانين وتحديداً القانون 44/2015 مما فتح البلد على مصراعيه امام تبييض الأموال. لكن للأمانة، يحسب لها ادخال القهوة والبدلات الايطالية الى مجموعة الأدوات المصرفية الحديثة.

4 – مصارف الإستحمار (لبنان)

إستحمرت المودعين (أعزّ الله قدركم). واعتبرتهم فريسة سهلة يمكن خداعها بالاسماء الرنّانة وبالفروع الفخمة والمدراء المتملّقين والكثير الكثير من الكذب والتطمينات الفارغة.

5 – مصارف الإستكبار (لبنان)

إختراع لبناني خالص صُرفت ملايين الدولارات على بناء علاماته التجارية، الى ان انفجرت الأزمة وتحوّلت الى علامات سامّة وذات قيمة سلبيّة. قامت هذه المصارف بمجموعة من الممارسات التي اضرّت بمصالح المودعين واذلتهم لسحب الفتات من ودائعم. وفي المقابل، كانت هذه المصارف المستكبرة قد قامت بتوزّع الارباح وتحويلها الى الخارج وزوّدت الصرافين بالدولار الكاش، بينما طوابير المودعين تطول لسحب بضعة دولارات. ثم استمرّت في تهريب أموال النافذين والمحاسيب واستفادت من جائحة كورونا لتقطع الدولار الكاش نهائياً عن المودعين العاديين.

6 – مصارف الإنتحار (لبنان)

إختراع لبناني آخر مستعد ان يأخذ البلد والإقتصاد وملايين الناس الى الإنتحار الإقتصادي والاجتماعي، في سبيل انقاذ مؤسسات مصرفية مفلسة بجميع المعايير. فجنّدت السياسيين والنواب والخبراء الاقتصاديين والإعلاميين لتخويف الناس واسقاط الخطط الحكومية الى ان وصل البلد بما فيه الى قعر الحفرة.

7 – مصارف الإندثار (لبنان)

هي نوع من مصارف «الزومبي» التي مصيرها الطبيعي هو الاندثار والزوال نهائياً. ولكنها تتشبّث بالحياة على حساب قتل الإقتصاد والمجتمع والبلد. فعوض الإعتراف بالأخطاء التي اقترفتها هذه المؤسسات واعادة ضخ الرساميل في مجموعة صغيرة من المصارف الجديدة، يصر كارتيل المصارف على أخذ البلد والمجتمع الى الإندثار المتعمّد.

لبنان، او بالأحرى الكارتيل الحاكم في لبنان، سيدخل التاريخ من باب اختراع اسوأ أنواع المصارف والتمسّك بها بعد فشلها المدوّي، بينما العالم المتمدّن يبتكر ويتجدد ويطبّق القوانين في سبيل إقتصادات أقوى وحياة أفضل لشعوبه.

زر الذهاب إلى الأعلى