حرب الخليج الرابعة تشتعل من لبنان… تحالُف بغطاء جوّي كبير يقصف إيران؟!

أنطون الفتى – “أخبار اليوم”
لا شيء إسمه مفاوضات حدودية ستستغرق سنوات، بعد إعلان الإطار العملي للتفاوض الحدودي البحري والبري في جنوب لبنان، بوساطة أميركية، وبرعاية دولية.
فهذا الملف ليس مرتبطاً بلبنان وإسرائيل فقط، بل بمشاريع الطاقة في المنطقة، وبالدول التي تتنافس وتتلاقى ضمن هذا الإطار.
فقبل نحو أسبوعَيْن، وقّعت ستّ دول، هي مصر واليونان وقبرص وإيطاليا والأردن وإسرائيل، إتفاقية تحويل منتدى غاز شرق المتوسط إلى منظمة إقليمية، وهو ما يضفي أبعاداً جديدة على صراع القوى الإقليمية والدولية في الشرق الأوسط. وهذا يعني في ما يعنيه، أن أي تلاعُب مُحتمَل من جانب قوى “المُمانَعَة” بالمفاوضات اللّبنانية جنوباً، ستكون له تكلفة لن يتمكّن لبنان من تحمُّلها.
فهنا لا نتحدّث عن إفشال تشكيل حكومة، أو مبادرة فرنسيّة تتعلّق بها، بل عن إفشال مشاريع صراع ونفوذ وعلاقات استراتيجية إقليمية ودولية، وهو ما قد يفتح الباب لتشكيل أوسع تحالف دولي ضدّ طهران، يكون أكبر من ذاك الذي هاجم العراق في عام 1991، يؤمّن الغطاء الجوّي الكبير واللّازم لضرب إيران، وأماكن انتشارها العسكري في المنطقة، إذا عرقلت مشاريع المنطقة والعالم، عبر أي دخول سلبي لها على الخطّ التفاوُضي اللّبناني جنوباً.
يبتعد
لفت مصدر خبير في الشؤون الدولية الى أن “خيار الحرب يبتعد في الوقت الراهن. فقبول “حزب الله” التفاوُض اللّبناني غير المباشر مع العدو الإسرائيلي حول الحدود يحمل في طياته نيّة بإظهار شيء إيجابي حالياً، بعد سنوات من فشل لبناني رسمي متكرّر على هذا الصعيد”.
وأكد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أن “دول منتدى غاز شرق المتوسط، العربية والأوروبية، لن تنتظر وقتاً طويلاً لإبعاد الخطر الأمني عن مشاريع الطاقة في المنطقة. وهو ما يعني أن التعويل على مسار تفاوُضي طويل الأجَل غير ممكن”.
وحدها
وإذ أكد أنه يُمكن لإيران أن تستعمل صواريخ “حزب الله” ضدّ إسرائيل في وقت لاحق، وليس قريباً، كشف المصدر أن “إيران وحدها ليست مستعجلة للإسراع في تلك المفاوضات. وإذا ميّعَت هذا الملف الاستراتيجي، ستُلزِم بذلك أوروبا والعرب على جعل لبنان خارج مشاريع الطاقة في المنطقة مستقبلاً، وهو ما سيشدّد قبضتها (إيران) عليه”.
وختم:”نتائج ذلك ستكون زيادة الفقر والجوع في لبنان، الذي سيُصبح بلداً منكوباً بكلّ ما للكلمة من معنى. أما الحديث عن احتمال تشكيل تحالُف دولي لضرب إيران، إذا عرقلت المشاريع الحيوية في المتوسّط، فهذا ينتظر عودة الولايات المتحدة الأميركية الى الصّورة الدولية بالكامل، بعد الإنتخابات الرئاسية، وبعد وضوح مصير السلوك التفاوُضي الحدودي جنوباً”.