The News Jadidouna

لبنان : هذا ما حصل… وما سيحصل ! بقلم جان زغيب

بقلم جان زغيب – موقع جديدنا نيوز

في ظل ما يمر به لبنان من انهيار اقتصادي ومالي ينذر بالوصول الى أسوأ مرحلة بعد أقل من شهر تزامنا مع توقف الدعم على بعض المنتجات، لا يزال اللبنانيون يأملون بحصول خرق ايجابي ما يبعد عنهم كأس الفوضى الخاسرة.

كسروان مثل جبيل ، المتن ، البترون وطرابلس وصولا الى باقي المناطق، تئنّ من حالات الغلاء المتفاوتة بين منطقة واخرى خصوصا وان مناطق عديدة تشهد بطاقات تموينية عبر احزاب وشخصيات ومؤسسات. فمشاهد “الهجوم” في السوبرماركات ما بين شاركوتييه وفهد وغيرها كاد ينذر بالأسوأ بسبب احتكار التجار للمواد وعمل الموظفين كأجهزة لعائلاتهم واقاربهم وكأن المواطن لا يكفيه الاستنسابية السياسية وعبّاد التبعية لتتحول المواطَنة الى أبشع ممارسة في يومنا الحالي.

مشهد “البهدلة” ينسحب على محطات في المناطق الساحلية تقفل ابوابها كيفما شاءت خصوصا عند شمّ رائحة الغلاء في جدول عقيم جديد. وهنا نلفت النظر الى ان جهاز أمن الدولة جاهز لتلبية النداء في حال تخلّف اي “مواطن غير مسؤول” عن تلبية الناس بناء على مزاجية احتكارية لا تقلّ خطيئة عن الفاسدين.

حتى ان الطرقات لم تعد معبّدة أمام السيارات التي ستتوقف بعد شهور بسبب الثمن الباهظ للزيت والقطع طالما ان”الميكانيكي” يلعب اليوم دور الضحية ويتلطّى خلف الدولار مع التاجر المتمسكن دائما. اوتوسترادات لا تأبه وزارة الاشغال بالحوادث التي تسببها انعدام المسؤولية منتظرة عددا آخر من الضحايا لتتحرك وتقوم بخطوات بسيطة لا تحتاج لمجهود.

رغم ان صناديق البلديات فرغت، لم يرحم المواطن انعدام التخطيط لدى المجالس منذ أيام العثمانيين حتى يومنا هذا. هناك من أبدع وتخطى العالمية وهناك من أقفل على الأعمال التنموية إما بسبب مزاجية بعض الرؤساء او لعدم تجانس المجلس وليس لكورونا او الأزمة الاقتصادية اي دخل بها.

دواخين الزوق التاريخية لا تزال تشعل الأجواء بالسرطان والأوبئة دون ان تأتي بالكهرباء الكافية لمنطقة تحملت “القرف” لسنوات. ناهيك عن اسعار الاشتراك بالمولد وهيمنة البعض على اسعار لن تعجب المواطنين في الايام المقبلة.

في ما يخص المدارس، قد لا يكون كورونا السبب الوحيد للاعتراضات وانما عدم قدرة الأهالي على دفع المستحقات. فهل ابتعد المسؤولون عن الامر الواقع وما يحصل او عمت بصيرتهم حفنة اعمال زائلة لن تذكر حتى في التاريخ. فالمستوى التعليمي رحمه الله عن بعد او عن كثب ابتعد مؤخرا عن العلم والتربية واضحىى عنوانا للتجارة.

هل كنا بخير حقا طيلة السنوات السابقة ؟ اننا متخلّفون منذ التسعين حتى اليوم في كافة المجالات. وما أبدعنا فيه سابقا انطلق منه الجوار والغرب وتطوروا واما نحن فبقينا خلف أحزاب وشعارات بائسة انتقلت الى كافة المجالس والرعايا والمدارس والجامعات وأنهكتنا حتى سقط عنها القناع مع وصول كورونا وانهيار ما تبقى من اقتصادنا.

رفع الدعم لن يرحم احدا حتى من يدافع اليوم عن فاسد. عزل لبنان مصرفيا مع ابتعاد “بنوك المراسلة” سيحتّم استعمال “الكاش” الذي تتحكم به مافيات التلاعب بالعملة والاسواق السوداء ما ينذر بالأسوأ. اما انتظار مفاوضات السعودية وايران وساحات روسيا وواشنطن سيؤجج الأزمة التي تنتظر تحركا سريعا وشافيا قبل السقوط المدوي. آلاف الكلمات لا تجسد ما يعانيه المواطنون اليوم، فالنقمة تتزايد والتحركات المقبلة ستكون خير مثال على ما تمكنا من ترجمته في أسطر قد تكون “بارود” الحلقات المقبلة.

بقلم جان زغيب – موقع جديدنا نيوز

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy