
كتب ابراهيم ريحان في أساس ميديا
بـ21 طلقة صاروخية، رحّب فيلق حزب الله في الحرس الثوري الإيراني بالرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي. 21 صاروخاً انطلقت من جنوب لبنان باتجاه مزارع شبعا، المختلطة هويّتها بين “لبنانية” و”سورية”، في ظلّ “احتلال إسرائيلي” لا لبس فيه.
هكذا إذاّ، ومن سواحل الخليج العربيّ وبحر عُمان وحرب النّاقلات، وعلى وقع الانسحاب الأميركيّ من أفغانستان والعراق، والغارات الإسرائيليّة على مواقع حزب الله في سوريا، دخَل الجنوب المَشهدَ مُجدّداً من أوسع الأبواب.
21 طلقةً حاول حزب الله أن يصيبَ من خلالها أكثر من هدَفٍ في لحظة واحدة.
فعلى الرّغم من الوضع الاقتصاديّ المُنهار، والفراغ الحكوميّ، أطَلّت راجمة الصّواريخ مستهدفةً “أراضٍ مفتوحة” في “جبل دوف” في منطقة مزارع شبعا المُحتلّة. وذلك ردّاً على الغارات الإسرائيليّة على أراضٍ مفتوحة ليل الخميس الماضي، بحسب البيان الصّادر عن حزب الله.
الخبير العسكري والعميد المُتقاعد نزار عبد القادر قال لـ”أساس” إنّ ما حصَل يُعدُّ “لعباً بالنّار”، وإنّه يخشى “مؤامرةً” عبر تّحرّش حزب الله بالعدو الإسرائيليّ لجرّه إلى معركة، خصوصاً مع قصف مُستعمرة كريات شمونة قبل أيّام قليلة، مشيراً إلى أنّه “لا يوجد لدى المراقبين قرينة تقنعهم أنّ حزب الله لا يقف وراء إطلاق الصّواريخ اليتيمة”.
وعبّر العميد عبدالقادر عن خشيته من وجود مخططٍ يهدفُ إلى تدمير مطار رفيق الحريري الدّوليّ بعد مرفأ بيروت. وبحسب حديثه لـ”أساس” يصير لبنان محاصراً من الجوّ والبحر والبرّ بسبب الطريق المقطوعة مع سوريا. وهذا ما يحوّل لبنان إلى “غزّة 2” وقاعدةٍ مفتوحة لاستهداف إسرائيل لتنفيذ أجندات إيران التي تستثمر حالات عدم الاستقرار في المنطقة.
واعتبر العميد المُتقاعد أنّ “استخدام الجيش الإسرائيلي لسلاح الجوّ قبل أيّام قد يدلّ على نيّة إسرائيليّة للتصعيد، وربّما الذّهاب نحو الحرب. وهذا ظهرَ جليّاً أكثر من مرّة في كلام وزير الدّفاع الإسرائيلي وقائد الجيش الأسبق بيني غانتس”.
وأكّد عبد القادر أنّ “أمن منطقة الجليل هو أولويّة في العقيدة الإسرائيليّة. إذ كان الهدف، منذ نشأة الكيان، أن تكون هذه المنطقة الأكثر ازدهاراً واستقراراً، ولذلك لن يقف الإسرائيليون مكتوفي الأيدي في حال تعرّض هذا الأمن للخطر”.
على وقع الصّواريخ، دخل الجنوب بوّابة الصّراع الإقليمي – الدّوليّ. فهل تحمل الأيّام المُقبلة تثبيت قواعد الاشتباك القائمة منذ صيف 2006 أم يكون صيف 2021 موعد انهيارها؟
الأيّام القليلة المقبلة كفيلة بالإجابة…