ردود متبادلة والفصل للقضاء : مستشفى البوار يستنكر التهجم على مديره وأطبائه … وعائلة المريض المتوفّي تردّ على البيان

أصدرت إدارة مستشفى فتوح كسروان الحكومي – البوار، بيانا استنكرت فيه “الإعتداء على الطبيبة نتالي رزق والتهجم على مدير المستشفى وأطبائها والتشهير بهم على وسائل التواصل الاجتماعي بتعديات لفظية نابية لا تمت إلى الحقيقة بصلة.”
أضاف البيان:”وتوضيحا لما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، نؤكد أن المريض توفي في المستشفى جراء مضاعفات إصابته بفيروس كورونا.وقد دخل المستشفى بتاريخ 14 /01 /2021 وهو مصاب بالفيروس وحالته حرجة جدا، مما استدعى دخوله إلى قسم العناية المركزة من 19 /01 /2021 إلى 12/02 /2021، حيث تحسن جزئيا ونقل إلى طابق الكورونا لاستكمال علاجه. والقواعد العامة المعمول بها عرفا في أقسام الكورونا في كل المستشفيات، هي منع الزيارات إطلاقا لما تسبب خطر العدوى في قسم دقيق وخطير. والمريض المذكور كان يرافقه بشكل شبه دائم ممرض خاص لفترة تتعدى الشهر على وجوده داخل القسم، حيث كان يتابع علاجه بشكل دقيق من قبل أطباء الإنعاش وأطباء العلوم الجرثومية وأطباء أمراض المعدة والكبد”.
وأوضحت الإدارة “أنه قبل يوم من وفاته طلب الأهل أن يعاينه طبيب من خارج المستشفى وأذن لهم بذلك. في المساء ساءت حالته وهو ما يمكن حدوثه في أي لحظة عند المصاب، وعادت حاجته لكميات أكبر من الاوكسيجين وهو ما جعل عملية نقله المقترحة إلى مستشفى آخر في قسم أقل تشددا، واحتمال حاجته مجددا لدخول العناية المركزة أمرا يحمل مخاطر طبية. لذلك كان قرار السماح إستثنائيا لقريبته المصابة بالكورونا بزيارته مساء، حيث مكثت لأكثر من أربع ساعات حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم الذي توفي فيه واطلعت عن كثب على تدهور وضعه الدقيق. بعد حوالي الساعتين من مغادرتها، توقف القلب وجرت عمليات إنعاشه في حضور الأطباء المعالجين من دون جدوى، ولدى إعلام الأهل بالأمر كان التهديد وكيل الشتائم، فالملفات الطبية تعرض وتعالج من أصحاب الاختصاص وليس من الهواة ومدعي العلم. لذلك رفعت إدارة المستشفى الملف كاملا إلى الجهات المعنيّة ونقابة الأطباء طالبة التحقيق المهني، لاتخاذ الاجراءات ووقف التمادي بالاعتداء اللفظي والجسدي على أي طبيب واختراق حرمة المستشفى والتشهير بها”.
من جهته، ورداً على البيان الصادر عن مستشفى البوار الحكومي نشر موقع IMLEBANON الرد الآتي:
” البيان الصادر يشكل نموذجاً عن الاستهتار وقلة المسؤولية وعدم معرفة الحقائق بالأرقام والتواريخ عمّا حصل للمرحوم نبيل أبي خطار الذي كان مريضاً في مستشفى البوار الحكومي. لذلك نعتبر أن البيان الصادر إنما يجب إضافته إلى التحقيق في القضية لكشف كم تمتاز إدارة المستشفى بقلّة الدراية لأنها إنما أدانت نفسها ببيانها. ويهمنا أن نوضح الآتي:
ـ يورد بيان مستشفى البوار الحكومي أن “المريض دخل المستشفى بتاريخ 14/1/2021 وهو مصاب بفيروس كورونا وحالته حرجة جدا ما استدعى دخوله الى قسم العناية المركزة في 19/1/2021”!!! بربكم لو كانت حالته حرجة كيف يمكن إبقاؤه 5 أيام خارج العناية المركزة من تاريخ دخوله في 14 كانون الثاني إلى 19 كانون الثاني كما ادعوا؟ الحقيقة أن حالته لم تكن حرجة وكان معدل الأوكسيجين في جسمه 92 إنما تحسباً لوضع رئتيه أدخلته عائلته الى المستشفى تفاديا لأي تطورات صحية.
ـ يضيف البيان أيضا أنه تم إدخال المريض إلى غرفة العناية المركزة في 19/1/2021 وبقي فيها لغاية 12/2/2021 “حين تحسن جزئياً ونُقل على طابق الكورونا لاستكمال علاجه”. في حين أن الصحيح أن المريض خرج من غرفة العناية المركزة وتم نقله إلى طابق الكورونا في 4/2/2021 وليس في 12/2/2021، وبقي منذ 4 شباط حتى وفاته في طابق الكورونا وليس في العناية المركزة. فهل يُعقل أن إدارة المستشفى لا توجد لديها سجلات عن حركة المريض؟ أو أن ثمة من يزودها بمعلومات طبية خاطئة كما كان يتم تزويد أهل المريض بمعلومات خاطئة أيضاً؟
ـ في النقطة الثانية تقول إدارة المستشفى إن “القواعد العامة المعمول بها عرفاً في كافة أقسام الكورونا في كافة المستشفيات هي منع الزيارات إطلاقاً” في حين أن معظم المستشفيات تسمح بالزيارات لعائلة المريض وتحديدا لمن سبق أن أصيبوا بكورونا من أجل العمل على تحسين صحة المريض النفسية، وذلك على عكس ما تدعيه إدارة مستشفى البوار، أو الأصح “معتقل البوار الحكومي”.
أما المفاخرة بأن “المريض المذكور (نبيل أبي خطار) كان يرافقه بشكل شبه دائم ممرض خاص (Garde privee) فإنما يشكل إدانة لإدارة المستشفى، لأن عائلة المريض اختارت أن تدفع 600 ألف ليرة لبنانية يومياً لتأمين ممرض خاص لمرافقة المريض بسبب الإهمال والتقصير الفاضح الذي عانى منه هذا المريض في المستشفى المذكور في الفترة الأولى في وجوده في المستشفى. وتخيلوا ماذا يعني أن يُضطر أهل مريض لأن يدفعوا لممرض خاص في قلب مستشفى!
ـ أما في موضوع أنه كان “يتابع علاجه بشكل دقيق من قبل أطباء الإنعاش وأطباء العلوم الجرثومية وأطباء أمراض المعدة والكبد” ففيه إدانة إضافية للمستشفى لاعترافها بأن أي طبيب للجهاز التنفسي والرئتين لم يعاين المريض المصاب بكورونا، مع العلم أنه الطبيب الأول الذي يجب أن يعاين مرضى الكورونا. أما ادعاء “الثناء والشكر من أقاربه إلى حين وفاته” فأمر مضحك لأن أقاربه سعوا لأكثر من أسبوعين على نقله إلى مستشفى آخر بأي ثمن بسبب عدم رضاهم لا بل قلقهم من الأداء الطبي في المستشفى المذكور!
ـ يقول بيان المستشفى إنه “قبل يوم من وفاته طلب الأهل أن يعاينه طبيب من خارج المستشفى وأذن لهم بذلك”. السؤال لماذا؟ ولو كانت المستشفى قامت بكل واجباتها طبيا هل كانت لتقبل بمعاينة طبيب من خارج فريقها المريض الموجود لديها؟ والأهم لماذا وافقت في الليلة الأخيرة إدارة المستشفى “بالسماح استثنائيا لقريبته المصابة بكورونا مساءً حيث مكثت لأكثر من 4 ساعات” ولم تكن تقبل سابقاً بالسماح لها ولغيرها من أفراد العائلة المصابين بكورونا بزيارته؟ ولماذا تم تجاوز “القواعد العامة” التي ادعت ادارة المستشفى أنها تلتزم بها سابقاً؟ أما الادعاء بأن قريبته (وهي حفيدته المحامية سينتيا افرام) اطلعت عن كثب على تدهور وضعه الدقيق فهو محض كذب لأن المريض كان يحادثها بشكل عادي، وكان مرتاحاً الى مغادرته المستشفى في اليوم التالي وطلب منها أن تغسل ثيابه وطلب حاجيات اضافية. والسؤال الأهم: لو أن وضعه تدهور فلماذا لم يتم نقله الى غرفة العناية الفائقة؟
ـ السؤال الأهم الذي لم تجب عليه إدارة المستشفى في بيانها: لماذا الإصرار على منع أهل المريض من نقله الى مستشفى آخر على مسؤوليتهم طالما أنه سبق للدكتورة نتالي رزق أن نقلته الى مستشفى ماريتيم لإجراء صور واعادته في اليوم نفسه؟ وأيضاً بأي معيار علمي وأخلاقي تقول الدكتورة رزق للمريض ولابنته بأن لا فائدة منه وأنه سيموت؟!
أما في بقية النقاط المتعلقة بـ”لت الحكي” الواردة في بيان المستشفى فإننا نترك لوزارة الصحة وللقضاء المختص البت فيها لمعرفة ما إذا كان هناك تجنّي على المستشفى أم أن المستشفى تجنّت على المريض المرحوم نبيل أبي خطار وعلى عائلته. ولنا في الموضوع متابعات كثيرة حتى كشف كل تفاصيل القضية.