The News Jadidouna

واشنطن وجهاً لوجه مع تل أبيب… مقتضيات المعركة الرئاسية!

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

أدت طريقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إدارة الحرب بقطاع غزة إلى توتر العلاقات مع واشنطن، وفاجأت الولايات المتحدة الأميركية حليفتها اسرائيل بقرار منع تزويدها بشحنة من الذخائر شديدة الانفجار تزامنا مع العمليات العسكرية في رفح. وفي حين كشف تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، أن الرئيس الأميركي جو بايدن كانت أولويته وقف الجدال الدائر بشأن ما إذا كانت إدارته قد مارست الضغط الكافي على إسرائيل، لضمان وقف إطلاق النار والحد من الخسائر الفادحة بين المدنيين، بعد 7 أشهر قتل فيها أكثر من 34 ألف فلسطيني، اعتبر سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، وفي أول ردّ فعل من الجانب الإسرائيلي على تحذير بايدن، “إنه أمر صعب جداً وتصريح مخيّب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب”. فكيف ستؤثر هذه التطورات على العلاقات الاميركية – الاسرائيلية؟

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر يؤكد لـ”المركزية” ان “لهذا القرار أهمية سياسية، ففي تاريخ العلاقة الاميركية – الاسرائيلية، لم يُتخذ يوما قرار من هذا النوع، باستثناء قرار صدر في عهد الرئيس رونالد ريغان، لدى اجتياح اسرائيل للبنان، أخّرت فيه واشنطن تسليم طائرات الـF16 لتل أبيب، لكنها لم تقل بأنها ستعلّق إرسال أسلحة. وهناك قرارات اتخذتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس باراك اوباما بعدم إصدار فيتو ضد اسرائيل كما جرت العادة، وفي عهد الرئيس بايدن أيضا حصل الامر نفسه. وفي عهد الرئيس جورج بوش الاب تم تجميد المساعدات المالية عندما حصلت مشكلة المستوطنات، لكن لم تحصل سابقة بأن قررت الولايات المتحدة وقف تسليم بعض الاسلحة. فهي لم توقف كل المساعدات العسكرية لأهم شريك استراتيجي او امني لها في المنطقة. وبالتالي تكمن أهميته السياسية بأن لا سابقة له. لكن هل هذا سيردع تل أبيب عن الاستمرار في معركة رفح؟ لا أعتقد، لأن اسرائيل تملك ما يكفي من مخزون الاسلحة للاستمرار في العملية”.

ويشير نادر إلى ان “العلاقة متوترة بين إدارة بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو لأسباب تعود الى ما قبل 7 اكتوبر، لها علاقة بالتوجه السياسي لنتياهو وسياساته في الداخل الاميركي، كما ان القاعدة المتماهية مع نتنياهو اليوم هي قاعدة الحزب الجمهوري أكثر منها الديمقراطي، أي ان هناك تنافسا طبيعيا”.

ويعتبر ان “العنصر المهم الواجب التوقف عنده أيضاً، هو ان حرب غزة أصبحت عنوانا أساسيا في الانتخابات الأميركية، ونحن في صلب السباق الانتخابي المحموم، لأن الرئيس بايدن غير مرتاح في هذه الانتخابات، ومازال دونالد ترامب يسبقه في كل استطلاعات الرأي، وموضوع غزة يحشر بايدن، من جهة مع كل الجناح اليساري في الحزب والقاعدة المتماهية مع القضية الفلسطينية خاصة الأميركيين من أصول عربية، ومن جهة أخرى مع القاعدة المتماهية مع اللوبي اليهودي، أي قاعدة الحزب الديمقراطي”، لافتاً إلى ان “اللوبي اليهودي لطالما عمل لصالح الحزب الديمقراطي، لكنه اليوم ممتعض، وقد رأينا ان القرار الذي اتخذه بايدن، رغم انه غير مسبوق، لم يذهب به حتى النهاية، بل قال بأنه سيوقف تسليم القنابل التي يفوق وزنها الألفي كيلوغرام، لأنها تتسبب في قتل عدد كبير من المدنيين”.

ويختم نادر: “القرار الاميركي رغم أهميته السياسية، يبقى محدوداً، لأنه لم يتضمن عدم تسليم كل أنواع الذخائر بل حدد نوعا من القنابل الكبيرة التي تدمر حيا بالكامل والتي كانت اسرائيل قد استعملتها خلال المعارك”.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy