The News Jadidouna

أمواج “التيار” تطيح بالسابحين عكسها… وباسيل يركّز على القاعدة

كتب ناجي شربل في “الأنباء الكويتية”:

تشغل أخبار «التيار الوطني الحر» وشؤونه الحزبية الداخلية الرأي العام اللبناني. ويهتم كثيرون بمعرفة ما يجري داخل «التيار» من اعتراضات على قرارات للقيادة الحزبية، والإجراءات التي تتخذها الأخيرة في حق المخالفين، والتي وصلت إلى حد الفصل من العضوية لكثيرين، آخرهم نائب رئيس المجلس النيابي النائب عن دائرة المتن الشمالي الياس بو صعب.

وقد ارتفعت وتيرة الاهتمام بعد ما كشف من دون ان يتم تأكيده بشكل رسمي، عن «اتحاد» النواب الثلاثة ألان عون (دائرة بعبدا ـ عاليه) وابراهيم كنعان (دائرة المتن الشمالي) وسيمون أبي رميا (دائرة كسروان ـ جبيل)، وتلويحهم بالخروج معا في حال اتخاذ قرار بفصل أحد منهم، والمقصود بالقرار النائب ألان عون، ابن شقيقة مؤسس «التيار» الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون.

في هذا السياق، كشف قيادي يشغل منصبا رفيعا في «التيار» لـ«الأنباء»، عن «حركة عادية» في المقر المركزي لـ«التيار» في سنتر ميرنا الشالوحي، على المسلك الغربي للأوتوستراد المؤدي إلى دوار الصالومة ثم إلى دوار الحايك في سن الفيل.

وقال ان «التيار مؤسسة وحزب يقوم على الديموقراطية وحرية التعبير، مع التشديد على الالتزام الحزبي وفقا للنظام الداخلي، الذي لا يختلف كثيرا عن الأنظمة المعمول بها في بقية الأحزاب والجمعيات السياسية اللبنانية، والتي تعتبر أنظمة رئاسية، يتمتع فيها رئيس الحزب، أي حزب، بصلاحيات محددة في النظام الداخلي».

وتابع القيادي قائلا: «المشكلة بالنسبة إلى بعض المعترضين، إصرارهم على الخروج عن الأنظمة والإمعان في المخالفة دون الأخذ في الاعتبار احترام المؤسسة الحزبية المنتمين اليها».

وكشف «ان الرئيس المؤسس العماد ميشال عون، يتشدد في اتخاذ تدابير في حق المخالفين، انطلاقا من تقديره لالتزام المناصرين غير المسجلين في الكادر الحزبي، والذين يتخطى عددهم بأضعاف وأكثر عدد حملة البطاقات الحزبية. ويرى الرئيس عون ان المجال مفتوح لمن شاء التمايز وعدم الالتزام بالعمل خارج التيار، انطلاقا من الديموقراطية التي رسخها يوم كان يرتدي البذلة العسكرية بالشعار الشهير الذي أعلنه من على منبر قصر بعبدا (رئيسا للحكومة الانتقالية بعد الشغور الرئاسي بانتهاء عهد الرئيس أمين الجميل في 23 سبتمبر 1988) قائلا: فخر للبنان ولشعب لبنان ان يقف جنرال بلباس مرقط ويقول ان الوجود خارج إطار الديموقراطية هو شكل من أشكال الموت، بينما العالم يخاف من العسكريين».

ونقل القيادي عن رئيس «التيار» النائب جبران باسيل «التروي في التصدي للمشكلات، من دون التخلي عن الحزم، وسلوك الإجراءات المعمول بها في النظام الداخلي للتيار.. ومن يرى نفسه أكبر من التيار، فليخرج ويكمل عمله السياسي اعتمادا على ما يعتبره قواعد ثابتة له».

قد يكون ما يحصل داخل «التيار» مستغربا، ذلك ان المعترضين لا يرفعون الصوت الا عندما تطولهم الإجراءات في شكل شخصي، الامر الذي لا يحصل في أحزاب أخرى، اذ يلتزم أفراد الأخيرة بقرارات قياداتها، ولا يخاطبون وسائل الاعلام وينشرون الغسيل.

في أي حال، يبدو واضحا ان باسيل يؤثر إكمال ولاية المجلس النيابي الحالي بكتلة نيابية صلبة في مواقفها، ولو قل عدد أفرادها إلى 13 او 12، ولا تتمايل على إيقاعات المناخ السياسي المتقلب في البلاد. وهو بدأ يعد للانتخابات النيابية المقبلة، بتثبيت تحالفات وتوسيع أخرى، ما يعني عمليا توسيع عديد الكتلة النيابية الخاصة بـ«التيار». ويركز باسيل، بحسب أوساط مطلعة، على صلابة القاعدة، ويعتبر «ان ذهاب الأفراد غير مؤثر في ظل ثبات القاعدة العريضة».

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy