The News Jadidouna

عن المخدرات “القانونية” و”الأعلى من المحاكم”

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

تكافح كل دول العالم المخدرات (من حيث المبدأ)، وشبكات الترويج والتعاطي.

ويُستعمل هذا الملف كورقة ديبلوماسية وسياسية واقتصادية بين الدول، وكأداة ترغيب أو ترهيب من جانب بعض البلدان تجاه بعضها الآخر، إما لإعادة فتح السفارات، واستعادة التمثيل الديبلوماسي، أو لمنح القروض والمساعدات… وذلك مقابل ضبط الحدود، ولجم عمليات التهريب التي تنطلق من أراضي الأخرى…

“المخدرات القانونية”

ولكن بمعزل عن الجهات والشخصيات الرسمية التي يمكنها أن تكون متورّطة بأعمال وأرباح شبكات ترويج المخدرات في كل دول العالم، يُلاحَظ أن كل البلدان تصمت صمتاً مطبقاً تجاه “المخدرات القانونية”، أو “المخدرات المُشرّعة”، وهي الأطعمة الغنيّة بالسكريات، والملح، والدّهون، والأطعمة فائقة المُعالجة، التي تعرّفها بعض الجهات الطبيّة بأنها مخدّرات “ما فوق السجون”، و”الأعلى من المحاكم”.

وتزداد الغرابة عندما تكون وزارات الصحة في كل دول العالم مُستسلِمَة أمام الأزمات الدوائية والاستشفائية، المقصودة بمعظمها، فيما هي صامتة عن أسباب زيادة نِسَب الأمراض في صفوف شعوبها.

لا يريدون

فعلى سبيل المثال، نجد أن الدول ووزارات الصحة في كل دول العالم تُسوّق لمنصّات، ولكل أساليب “شحادة” الأدوية، و”شحادة” الاستشفاء، بحجة التضخّم والأزمات، فيما هي لا تحرّك ساكناً تجاه ضرورة معالجة المشاكل الصحية من جذورها، والتي من بينها ممارسة الضّغوط اللازمة على المصانع والمتاجر… التي تضخّ المخدرات “الأعلى من القانون” في الأسواق، أي بعض أنواع الأطعمة “السامّة”، في خطوة الحدّ الأدنى على الأقلّ، وذلك رغم أنهم لا يريدون إزالة أسباب الأزمات المقصودة (بمعظمها) في القطاعات الصحية.

إرهاب مصالح…

ذكّر رئيس “الهيئة الوطنية الصحية – الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية بأن “عالم التجارة والشركات الكبيرة ورؤوس الأموال هو الذي يسيطر. فمصالح هؤلاء أهمّ من مصالح الناس. وأكبر وزير صحة في أكبر دول العالم يخضع لشركات الدواء العملاقة ونفوذها الأقوى من أي نفوذ آخر. فالمسؤولون الصحيون في أكبر البلدان هم كالتلاميذ لدى تلك الشركات، ينفّذون ما تريده”.

وأشار في حديث لوكالة “أخبار اليوم” الى أن “في واشنطن مثلاً، لوبي شركات الأدوية هو أهم لوبي. وقد عبّر العديد من الأطباء الأميركيين المتمرّدين على تلك الشركات عن ذلك. وتصل الأمور الى حدّ تسخيرها (تلك الشركات) وعملها حتى في السياسة والانتخابات. وهذا إرهاب صحي، وإرهاب مصالح كارثي”.

حلول؟

وعن أسباب التسليم بمنصّات للحصول على أدوية، وبالأزمات الدوائية والاستشفائية حول العالم، بموازاة عدم ملاحقة انعكاسات بعض أنواع الأطعمة المنتشرة في الأسواق على صحة الناس، أجاب سكرية: “السبب في ذلك، هو الرغبة بخلق أسباب للأمراض وللإصابة بها، بهدف بيع أدوية، وجني مليارات الدولارات”.

وأضاف: “هم يخترعون أمراضاً في بعض الأحيان، لتحقيق أرباح كبرى، ويتصرّفون كما لو أنهم يبيعون سلعة، فيما هي أمراض وما تحتاجه من علاجات وأدوية. وبالتالي، من الممكن أن يكون لوبي شركات الأدوية أهمّ من لوبيات شركات السلاح بزخمه المادي. فهو أخطر لوبي بمفعوله على صحة وحياة الناس”.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy