The News Jadidouna

عوده: كيف يتقاعس المجلس النيابي عن انتخاب رئيس؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها المطران #الياس عوده صلاة الجناز لراحة نفس السيدة شادية تويني بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاتها، واصفاً اياها بـ”الامرأة الفاضلة، التي عاشث التَّواضُعَ والمَحَبَّة بلا حدود… المُحِبَّةُ والحاضرة بِخَفَرٍ رافقتْ أيّوبها، المرحوم غَسَّان، بِكُلِ صَبْرٍ ،ووداعَةٍ، فَكانَتْ لَهُ مَلْجأ حَصِينًا عِنْدَ هُبوب رياح الأحزان، وما كان أكثَرَها، وسَندًا مَنيعًا في سَائِرِ لَحَظَاتِ حَياتِه التي لم تكن سهلةً ولا خالية من التحدّيات”.

وأضاف عودة: “شادية لَمْ تُحِب الشهرة والأضواء، بَلْ عاشث في ظِلِ سِندِيانة شامخة، ولطالما أرادَتْ أَنْ يَبْقَى حَبيبُنا غَسَّان ونَهارُهُ في بُقْعَةِ الضَّوء، فيما انْصَرَفَتْ هي إِلى تَغْذِيَةِ النَّاسِ فِكْرِيًّا، بَعِيدًا عَن الأضواء، عَبرَ المَكْتَبَةِ الَّتِي اهْتَمَّتْ بِشُؤون إدارتها، إلى جانب اهتمامها بعائلتها والأصدقاء بِتَواضُعِ ومَحبَّةٍ وَابْتِسامَةٍ لَمْ تُغادِرُ ثَغْرَها مَهما قَسَتْ الظروف، حَتَّى عِنْدَمَا أَصَابَهَا الْمَرَضِ”.

وتابع المطران عودة: “شادية الوديعة تَقَبَّلَتْ آلامها بصبرٍ وشجاعة، ولم تَفْقُدْ يوماً الأمل ولا الإيمان لعل إيمائها العميق الذي تَشارَكَتْه مع غسان، هو الذي منحها الصبر الجميل على أوجاعها. وفي كل مرّةٍ كانت تتغلب على المرض، كانت شاكرة ربَّها على نعمة الصحة، وعلى سائر النعم التي غمرها بها”.

في الشأن اللبناني، قال عودة: “نحن لا نرى حَوْلَنا في هذا البَلَدِ إِلَّا مَسؤولينَ يَتَلَطَّوْنَ خَلْفَ حُجَّةِ تَطْبِيقِ القوانين التي طوّعوها لمصالحهم، لَكِنَّهُم في الواقع يقهرون شعباً بكاملِه عَلَى أُولَئِكَ أَنْ يَتَذَكَّروا أَنَّ خَلاصَهُم مُرْتَبِطُ بخلاص إِخْوَتِهِم، أبْناء شعبهم، وأَنَّ القوانينَ وُضِعَتْ لِتُحَدِّدَ الحُقوق والواجبات، ولِمُحاسَبَةِ كُلِ مُقَصر ومُجْرِم وهارب مِن العدالة”.

وتابع: “الواقع المرير الذي نعيشه سببه الكبرياء والأنانية، أما المُحَرِّك فهي الارتباطات المشبوهة، والمصالح والمكاسب والانقسامات الطائفية. نحن بحاجة إلى التخلص من بقايا صراعاتٍ قَضَتْ على سنوات من حياة اللبنانيين وأضاعت آمالهم، وإلى زرع بذار التواضع والمحبة والتفاهم مِنْ أجلِ لبنان جديدٍ قائم على الديموقراطية الحقيقية، مُرْتَكِز على المُساواة والعدالة وقبول الآخر واحترامه. الكل سينقضي لكن الوطن باقٍ. هل نريده أشلاء وطنٍ يَضْمَحِلُّ مع الزمن، أم نريدُه بُرْعُماً لمستقبل يَعِدُ بالإشراق والإبداع؟”.

وأضاف: “نحن بحاجة إلى العُبور مِنَ الظُّلُماتِ إلى نور الحقيقة والحقيقة أن التعنُّت والمكابرة والحقد وتصفية الحسابات لم توصلنا إلا إلى التَراجُعِ والانهيار. حان وقت التَعَقُلِ والتواضع والعودة إلى الدستور الذي وحدَه يُنظم حياتنا ، وَلْيَقُمْ كلُّ مسؤول وزعيم ومواطن بواجبه من أجل إنقاذ هذا البلد، كي لا نبكي عليه لاحقاً لأننا لم نحسن الحفاظ عليه. لذلك أقول للجميع: اتركوا خلافاتكم وتَخَلُوا عَن مَصَالِحَكُم وَتَكَاتِفُوا بتواضع ومحبة. الظرف الذي نعيشه استثنائي، وفي الظروف الاستثنائية نحتاج قامات وطنية. نحن بحاجة إلى الحزم في تطبيق القوانين لكي لا يَستَقوي أحدٌ، فلا يُفْلِتُ فاسد أو مُسْتَغِلٌ أو مُعَطّل للعدالة أو مُهَرّبٌ أو مُسْتَبِةٌ أو مُضارِبٌ يُساهم في انهيار الليرة أكثر فأكثر وفي جوع الناسِ أكثر. نحن نعيش في اهتراء سياسي وأخلاقي مُقلق. استشراء الفوضى والفساد، وانهيار الليرة وازدياد السرقة كُلُّها عواملُ تَدُلُّ على حَجْمِ الخُطورة التي بَلَغَها الوضع. ولكي تستقيم الأمور نحن بحاجةٍ إلى انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن”.

وسأل عودة: “كيف يتقاعس المجلس النيابي، المؤتَمَنُ على تطبيق الدستور، عن انتخاب رئيس؟ وما هي مصلحة المُعَطَّلين؟ هل يَخدم الفراغ أحداً. وهل يُعلي الانهيار شأن أحدٍ في عيون المواطنين؟”.

وأضاف: “هذا الصراع بين مَنْ يريد تطبيق الدستور بحذافيره ومَنْ يُفَسِّرُ الدستور بحسب مصلحته يجب أن ينتهي، وعلى النواب أن يَتَخَطوا خِلافاتهم، والقيام بواجبهم حفاظاً على ثقة الشعب وعلى دور المجلس النيابي”.

وختم: “صلاتي أن يُلهم الربُّ قادة هذا البلد لينصرفوا إلى البنيان، بنيان الثقة بالدولة وفَرْضِ هيبتها، بنيان المؤسسات وتفعيل دورها، خاصةً الرقابية منها، من أجل فرضِ المُحاسبة وعَدَمِ إفلاتِ أيّ مُجرمٍ أو مُذنبٍ مِنَ العقاب، وأخيراً بنيان المواطن على احترام وطنه والإنتماء إليه وحده والعمل من أجله، بنيانه على المحبة والتسامح وعدم المساومَةِ ورَفْضِ الوَلاءات الحزبية والطائفية على حساب الولاء للوطن”.

ا

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy