The News Jadidouna

عون ينتظر جواب هوكشتاين وسيواجه «الخطة»

كتبت راكيل عتيق في الجمهورية
يعتبر فريق العهد أنّ هناك خطة مرسومة تستهدف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و»التيار الوطني الحر» عبر رئيسه النائب جبران باسيل، مرتبطة بالانتخابات النيابية المقبلة. هذه الخطة مكشوفة ومعروف من وراءها وكلّ تفاصيلها وأبعادها، بحسب قريبين من عون، وسيواجهها الرئيس بثبات الموقف وبإصراره على إنجاز ملفات عدة، أبرزها التدقيق الجنائي المالي في مصرف لبنان.

تتركّز هذه الخطة، بحسب القريبين من عون، على ثلاثة عناوين:
– الأول، موضوع ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، بحيث يجري تسويق أنّ الرئيس فرّط بالسيادة والحقوق.

– الثاني، تشويه صورة كلّ من عون وباسيل، والتركيز على أنّ الرئيس يستهدف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذا استهداف وضرب للمسيحيين، وبالتالي تنبيه المسيحيين من أداء عون.
– الثالث، عرقلة كلّ المشاريع الإصلاحية التي تقدّم بها عون، ومنعه من القيام بأي انجاز في ما تبقّى من عهده، كذلك عدم إنهاء أي ملف قبل الانتخابات، مثل التعيينات وربما عدم إقرار الموازنة، لأنّهم لا يريدون للرئيس أن يحقق في نهاية عهده أي نتيجة.
ويوضح هؤلاء، أنّ «لا شيء شخصياً بين عون وسلامة، بل هناك أموال ضائعة، يجب معرفة كيف صُرفت، وقد لا يكون سلامة مسؤولاً عنها، لكن ليتركوا التحقيق يحدّد المسؤوليات، إذ إنّ المصارف وضعت ودائع في المصرف المركزي بقيمة 86 مليار دولار، أُعطيت منها الحكومة 5 مليارات، وتقدّر قيمة الاحتياطات المتبقية بـ13 ملياراً، فأين ذهبت الـ68 ملياراً؟ أين هذا الفارق وكيف صُرف والى أين، هل لمشاريع أو دعم مصارف..؟ هذا ما يكشفه التدقيق، وهو لا يستهدف أشخاصاً بل معرفة الحقيقة ومن ارتكب الأخطاء، وتجريه شركة عالمية حيادية غير مهتمة بـ»التيار» أو غيره، ويجب معرفة كيف حصلت هذه الفجوة المالية».

أمّا في موضوع ترسيم الحدود، فـ«كلّ ما يُقال عن تنازل عون عن حقوق في حدودنا البحرية وثروتنا النفطية وعن خيانة فغير صحيح، ويأتي ضمن الحملة المبرمجة لاستهداف الرئيس»، بحسب المصادر نفسها. وإذ تشير الى أنّه لم يحصل أي اتفاق بعد ليُهاجم أو يُعارض، تشرح مسار التفاوض، وتذكّر بأنّ «لبنان شارك في المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، وعنوانه وغايته أن يصل الى نتيجة لكي يستفيد من الغاز والمياه، وطرح الاسرائيليون الخط الرقم 1 للتفاوض، فيما من جهتنا هناك الخط 23 المحدّد والصادر فيه مرسوم عام 2011، بينما اجتهد الوفد المفاوض بالخط 29».

وتوضح هذه المصادر، أنّ «الخطوط في المياه تختلف عن تلك في البر، ولا يُمكن اعتماد المعايير نفسها للترسيم براً وبحراً. فضلاً عن أنّ الخط 29 منذ الأساس، خط تفاوضي في مواجهة الخط رقم 1 الذي طرحه الاسرائيليون. وسارت المفاوضات الى حين قال الاسرائيليون بوضوح إنّهم لا يقبلون التفاوض على الخط 29، فيما لم نقبل بالخط 1، فطرح الاميركيون العودة الى «خط هوف» فرفضنا ذلك. وأُجّلت الجلسات لأكثر من مرّة، حتى أتى الاميركيون بجواب اسرائيلي واضح، أنّ لبنان إذا قرّر التفاوض على خط 29 سيوقفون التفاوض. وبالتالي توقفت المفاوضات حيال هذا الواقع، بحيث لدينا حقول نريد أن نستثمرها ولا نتمكن من ذلك، كذلك الاسرائيليون لهم مصلحة في حقل «كاريش». أتى الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين وطرح حلاً يعتمد الخط 23 وليس الخط 1 أو 29 أو «هوف». وأتى بطرح يقول إنّه ضمن هذا الخط هناك حقل الذي نسمّيه «قانا»، ويُعتقد أنّه من أغنى الحقول، والذي بمعظمه شمال الخط 23 أي في لبنان، وربعه لدى اسرائيل، وطرح اعتماد صيغة أنّ كلّ هذا الحقل يعود للبنان ويصبح له واقع استثماري محدّد، بحيث لا يجري تقاسم بين لبنان واسرائيل إذا تبيّن أنّ هناك تداخلاً تحت المياه بين هذا الحقل وحقل آخر، بل يُصار الى أمرٍ ما غير مباشر، بلا تشارك واتفاق بين لبنان واسرائيل على تقسيم الموارد، بحيث تكون هناك شركات تتفاوض في ما بينها، أي «كونسورتيوم» الشركات المكلّف من لبنان وشركة حيادية من قِبل الأميركيين».

هذه النقطة لا تزال غير واضحة في انتظار العرض الاميركي المفصّل، الّا أنّ عون كان واضحاً خلال استقباله هوكشتاين في 9 شباط الجاري، مؤكّداً أنّ حقل «قانا» للبنان يكون كاملاً. أمّا كيف يتحقق ذلك عملياً، فسيُترجم إذا جرى اتفاق على الحلّ، بحسب المصادر إيّاها. وكان هوكشتاين قدّم طرحاً شفوياً مع تصوّر أولي، فيما أبلغ عون الى الوسيط الأميركي إنّ لبنان منذ الاساس اعتبر أنّ الخط 29 هو خط تفاوضي، وطلب منه عرضاً خطياً مفصّلاً مدعّماً بالخرائط والنقاط التي يمكن أن تثير التباسات، لكي يدرسها لبنان ويحدّد موقفه منها، إذ هناك نواحٍ قانونية وجغرافية تتطلّب درساً. وبالتالي إنّ عون لم يقبل بأي طرح بعد، بحسب القريبين منه، مشيرين الى أنّ «هذا طرح الوسيط الأميركي وليس طرح الاسرائيلي لكي يتهموا الرئيس بالخيانة، علماً أنّ «اتفاق الإطار» الذي توصل إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، والذي على أساسه انطلقت المفاوضات، يتحدث عن الخط 23 وليس 29، فالخط 29 لم يكن موجوداً».

كذلك طلب عون معرفة رأي الاسرائيليين بطرح هوكشتاين، ووعد الأخير بالعودة الى لبنان حاملاً الطرح خطياً والجواب الاسرائيلي كما طلب عون. وبالتالي تقول المصادر إيّاها: «من يتفلسفون ويقولون إنّ الرئيس تنازل، عن أي تنازل يتحدثون، التنازل يجري عن شيء موجود، فيما الخط 29 ليس مثبتاً دولياً بل المثبت هو الخط 23 بمراسلة للأمم المتحدة، ولقد سعينا الى أن نأخذ أكثر ما يمكننا، وهذه مفاوضات، وحين طرح الوفد المفاوض الخط 29 لم يقبل الاسرائيليون، ونحن لم نوافق لا على الخط 1 ولا على «خط هوف»، بعدها أتى العرض الأميركي.. ونحن ننتظر جواب هوكشتاين لكي نبني على الشيء مقتضاه». وتقول: «لم نفهم بعد ما هو الاقتراح الذي سيحمله هوكشتاين وما هو موقف اسرائيل منه، فيما يخوّنون الرئيس ولا يعلمون شيئاً».

وفي حين لم يتبلّغ القصر الجمهوري بموعد زيارة الوسيط الاميركي المقبلة بعد، ستبقى المفاوضات قائمة بواسطة هوكشتاين، ولا عودة الى طاولة المفاوضات غير المباشرة في الناقورة، قبل الوصول الى نتائج عملية بعد أن تتبلور مهمة هوكشتاين.

This website uses cookies to improve your experience. We'll assume you're ok with this, but you can opt-out if you wish. Accept Read More

Privacy & Cookies Policy